احتفالات كنسيّة وشعبيّة بعيد مار بهنام وأخته سارة في العراق

من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ | مصدر الصورة: إذاعة صوت السلام-بغديدا
من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ | مصدر الصورة: إذاعة صوت السلام-بغديدا
من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ | مصدر الصورة: رغيد نينوايا/آسي مينا

ترأّس المطران بنديكتوس يونان حنّو راعي أبرشيّة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك القدّاس الإلهيّ احتفالًا بعيد مار بهنام الشهيد وأخته سارة ورفاقهما الشهداء، بمشاركة عددٍ من الأساقفة والخوارنة والآباء الكهنة، وحضور الرهبان والراهبات وحشدٍ من المؤمنين.

واحتضنت باحة دير «مار بهنام وأخته سارة» التاريخيّ جموع المؤمنين القادمين من سائر القرى والبلدات المسيحيّة العراقيّة للمشاركة في الاحتفال السنويّ.

ديرٌ تاريخيّ ومَعْلمٌ حضاريّ

عدّ حنّو في حديثه إلى «آسي مينا» دير مار بهنام تحفةً فنّيةً ومعماريّة وأثَرًا تاريخيًّا مهمًّا للكنائس الشرقيّة قاطبةً في بلادنا، وليس للسريان فحسب، «لا سيما أنّ مار بهنام اعتنق المسيحيّة في القرن الرابع الميلاديّ، مؤمنًا بربّنا يسوع المسيح، من دون انتماءٍ إلى أيّ مسمًّى كنسيّ».

من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ. مصدر الصورة: رغيد نينوايا/آسي مينا
من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ. مصدر الصورة: رغيد نينوايا/آسي مينا

وأضاف: «يسعدنا أن يشاركنا الاحتفال هذا العام المطران أبرس يوخنّا ممثِّلًا بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة مار آوا الثالث روئيل، وهذه دلالةٌ على وحدة الكنائس ومحبّتها وقربها بعضها من بعض، وأنّ إرث مار بهنام الإيمانيّ ليس حِكْرًا على كنيسة بعينها، بل إرثٌ مشترك لجميع كنائسنا المشرقيّة».

وأشار حنّو إلى اقتران احتفال الكنيسة بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء، بذكرى استشهادهم بقطع رؤوسهم على أيدي جنود الملك سنحاريب (والد بهنام وسارة) في 10 ديسمبر/كانون الأوّل عام 352. وأردف: «مع كلّ صلاةٍ تُرفع في هذا الدير نستذكر تاريخًا عظيمًا وشهادةً إيمانيّة تُحتذى؛ فابنا الملك تخلّيا عن المجد الأرضيّ ليحظَيا بالمجد السماويّ».

من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ. مصدر الصورة: رغيد نينوايا/آسي مينا
من مراسم الاحتفال بعيد مار بهنام وأخته سارة ورفاقهما الشهداء في ديرهم التاريخيّ. مصدر الصورة: رغيد نينوايا/آسي مينا

جزءٌ مهمّ من تاريخ العراق

تابع حنّو: «حفّز تمسُّك بهنام وسارة ورفاقهما بإيمانهم، عقب نيلهم المعموديّة على يد مار متى الناسك، توبةَ سنحاريب الملك؛ فاعتنق المسيحيّة وشيّد هذا الدير العظيم تخليدًا لشهداء الإيمان، وخلّف للأجيال صَرْحًا تاريخيًّا وإيمانيًّا وحضاريًّا، يعدّ جزءًا مهمًّا من تاريخ العراق».

يعجّ الدير بالزائرين على مدار السنة، من المسيحيّين وغير والمسيحيّين، ، يقصدونه متشفّعين من جميع أرجاء العراق، فضلًا عن المغتربين. وفي هذا الصدد، سلّط حنّو الضوء على الأعاجيب والشفاءات التي نالها طالبوها من الربّ بشفاعة مار بهنام، شفيع هذه المنطقة. وشدّد على أهمّية وجود الدير اليوم وتواصل حضوره في هذا المكان، رغم ما واجهه من فترات مظلمة على مرّ القرون «ليبقى شاهدًا ومصدر إشعاعٍ إيمانيّ ودعوةً للمسيحيّين إلى الثبات في أرض الآباء والتمسّك بجذورهم الموغلة عميقًا في هذه الأرض».

إعداد الهريسة ليلة العيد. مصدر الصورة: متي كذيا
إعداد الهريسة ليلة العيد. مصدر الصورة: متي كذيا

وختم حنّو رافعًا صلواته بشفاعة أصحاب العيد من أجل المسيحيّين في العراق والشرق، راجيًا الازدهار والنمو والثبات متمسّكين بجذورهم الإيمانيّة وقِيَمهم التاريخيّة والحضاريّة. وقال: «لنصلّ جميعنا ككنائس شرقيّة، محتفلين ومُقْتَدين بقدّيسينا الذين أغنوا تاريخنا ببطولاتهم الإيمانيّة».

الجدير بالذكر أنّ كثيرين من المؤمنين يقصدون الدير للمبيت قبل أيّامٍ من عيده، وقضاء الأوقات في التأمّل والصلوات. وشارَك منهم، ليلةَ العيد، في إعداد أكلة «الهريسة»، الطعام الشائع عقب الاحتفالات الدينيّة التقليديّة في القرى والبلدات المسيحيّة.

إعداد الهريسة ليلة العيد. مصدر الصورة: متي كذيا
إعداد الهريسة ليلة العيد. مصدر الصورة: متي كذيا

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته