مرحلة مفصليّة في تاريخ سوريا… ودعوات كنسيّة إلى الحكمة والتعاون

من لقاء رؤساء الطوائف المسيحيّة ونوّابهم في حلب مع قادة إدارة العمليّات العسكريّة من لقاء رؤساء الطوائف المسيحيّة ونوّابهم في حلب مع قادة إدارة العمليّات العسكريّة | مصدر الصورة: مطرانيّة الروم الملكيّين الكاثوليك في حلب

بعيدًا من الشأن الميدانيّ الذي ما زال ملتهبًا سواء في شرق سوريا أم غربها مع التدخل الإسرائيلي الأخير، تشهد المدن التي باتت تحت سيطرة المعارضة انضباطًا أمنيًّا ملحوظًا. هذا الانضباط استُغلّ في اليومين الأخيرين لعقد اجتماعات في مدن وبلدات عدة جمعت القيادات العسكرية الجديدة والسلطات الروحية المسيحية.

كشف رئيس الكنيسة الكلدانية في سوريا المطران أنطوان أودو عبر «آسي مينا» وجود تواصل مستمر مع المعارضة لفهم الوضع بصورة أفضل، وتعزيز الحوار والتفكير في حلول وتحديد كيفية التصرف. وأوضح: «نعمل جاهدين كي نكون حاضرين في سوريا ونؤدي رسالتنا على أكمل وجه. نحن لا نسعى إلا إلى تحقيق الخير العام، ونأمل أن نحظى بفرصة العيش بسلام وأن يكون هناك احترام متبادل بين كلّ المواطنين؛ فلطالما طالبنا باحترام حقوق الأقليات ومعتقداتهم وثقافتهم، ونتمنى أن يستمر ذلك مستقبلًا».

وأضاف: «كمسيحيين في سوريا والعراق ولبنان، يتمثّل همّنا الأساسي في البقاء والاستمرار في الشهادة لإيماننا المسيحي. نحن واعون تمامًا بهذا الواقع ونشعر بأهمّية حضورنا في هذه الأراضي المقدسة المرتبطة بتاريخنا العريق». وأكّد أودو أنّ الوضع هادئ في حلب ودمشق، وأنّ هناك انطباعًا على المستوى السياسي العالمي عن وجود توجيهات لتجنب العنف والانتقام.

من جهته، جدّد النائب الرسولي في حلب ورئيس الكنيسة اللاتينية في سوريا المطران حنا جلّوف دعوته الشبيبة المسيحية للعودة إلى سوريا. وكشف في فيديو مصوَّر نشره على صفحته في فيسبوك أنّ في خلال أيام سيصار إلى إصدار بيان حول إنهاء الخدمة العسكرية، يتبعه قانون بعدم التجنيد الإجباري.

على المستوى الرسمي دعت بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك إلى التحلي بالحكمة والعقلانية والصبر، والعمل معًا لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، والتعاون مع أصحاب السلطة والمسؤولية لتحقيق الأمن والسلام ولبناء سوريا. وأشارت في بيان إلى أنّ هذه المرحلة تتطلب كثيرًا من الحكمة والتآزر، وتضافر جهود مكوّنات الشعب السوري كافة، لبناء بلد المواطنة والسلام والأمن. بلد تعمل فيه المؤسسات على التقدّم والازدهار وتحقيق المساواة بين جميع أبناء النسيج السوري.

وفي موقف لافت، أصدرت الهيئات الروحية المسيحية في منطقة وادي النصارى-غربيّ سوريا، (ذات الكثافة المسيحية العالية) بيانًا أكدت فيه أنّ الإنسان السوري قيمة عليا تسمو فوق أي اعتبار آخر. وشدّدت على التعاون في تحقيق الأمن والاستقرار وتوفير سُبل العيش الكريم للجميع، مع نبذ مختلف أشكال العنف والكراهية.

يُذكر أنّ حتى الساعة لم يؤكد أيّ مصدر كنسي العثور على  مطرانَي حلب والكاهنَين المخطوفين منذ العام 2013. وقد عبّرت عائلة المطران المختطف يوحنا إبراهيم في بيان عن عدم فقدان أملها في الكشف عن مصير المطرانَين. وطلب البيان فتح السجون والتركيز على المربع الأمني وبخاصة الفرع 291.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته