كاد يفقد حياته... أسقف كاثوليكيّ يروي تجربته الأليمة في السودان

بقلم: أنييس أينيه

الأبيض, الاثنين 9 ديسمبر، 2024

شارك أسقف أبرشية الأبيض في السودان، المطران يونان تومبي تريلي كوكو أندالي، تفاصيل تجربته الأليمة بعد تعرّضه للتعذيب على يد قوات الدعم السريع. وقد أُصيبَ في إثر ذلك بجروحٍ في اليدين بينما كان يجول بلادًا أنهكتها الاشتباكات.

وكان المطران برفقة شماس عندما واجه في البداية مضايقات من القوات المسلحة السودانية التي صادرت بعض الدولارات الأميركية باعتبارها «عملة أجنبية محظورة». ولاحقًا، اعتدت الفصائل عليهما بوحشيّة.

وفي رسالة إلى المطران إدوارد هيبورو كوسالا، أسقف أبرشية تومبورا-يامبيو في جنوب السودان، قال تومبي تريلي: «أقدمت قوات الدعم السريع على ضربي. وعدد الضربات لا يُحصى على العنق والجين والوجه وجانبَي الرأس». وأضاف أنّه بالكاد استطاع تحريك فكَّيه، موضحًا: «لا أستطيع مضغ الطعام».

نجا المطران والشماس بأعجوبة ممّا وصفه بالطريق نحو الاستشهاد، إذ أمر قائدٌ من قوات الدعم السريع بإيقاف الاعتداء. وكتب المطران: «نجوت [مع الشماس جوزيف] من الاستشهاد بعدما قال أحد القادة، "يكفي!"». وأعرب المطران عن امتنانه لـ«صلوات كثيرين».

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها المطران خطرًا محدقًا كاد يسلبه حياته. ففي 20 أبريل/نيسان 2023، وبعد خمسة أيام فقط على اندلاع الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أصابت صواريخ مبنى كاتدرائية مريم ملكة إفريقيا، ما أدى إلى تدمير البوابة الرئيسية ومقر إقامة الكهنة. ولحسن الحظ، لم يُصَب أحدٌ بأذى.

وكان تومبي تريلي من أبرز منتقدي النزاع المُستَمرّ، الذي تسبب بكوارث إنسانية ضخمة. ووفقًا لفريق أبحاث السودان التابع لكلّية لندن للصحة والطب الاستوائي، أسفرت الحرب عن مقتل 61,202 شخص، من بينهم 26,024 نتيجة إصابات مباشرة بسبب النزاع.

وفي مقابلة العام المُنصَرِم مع «آسي أفريقا»، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، أعرب المطران عن تشاؤمه العميق بشأن السلام. وقال: «لم أرَ حتى الآن أيّ بارقة أمل في حوار السلام الذي يعزّي السودانيين». وأضاف أنّ قادة البلاد ليسوا مهتمين بالسلام بشكل حقيقي، ذاكرًا نهجهم: «لن نلقي السلاح ما لم نهزم المجموعة الأخرى».

وعلى الرغم من الخطر الوشيك الذي يواجهه في ظلّ النزاع المستمر، يواصل تومبي تريلي خدمة أبرشيته بعد قضاء 33 سنة في الإكليروس.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

صحافية كينية تمتلك خبرة في الصحافة الرقمية والصحافة المطبوعة. تحمل شهادة ماجستير في الصحافة الرقمية من كلّية الدراسات العليا للإعلام والاتصالات في جامعة الآغا خان، وشهادة البكالوريوس في اللغويات والإعلام والتواصل من جامعة موي في كينيا. وتعمل حاليًّا مع «آسي أفريقا»، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية.