تاريخ جديد في سوريا… جلّوف: المسيحيّون جزءٌ من البلد وشركاء في بنائه

ساحة الأمويّين في قلب العاصمة السوريّة دمشق ساحة الأمويّين في قلب العاصمة السوريّة دمشق | مصدر الصورة: Bernard Gagnon-Wikimedia Commons (CC BY-SA 3.0)

أصبح الثامن من مارس/آذار، تاريخ سيطرة حزب البعث على مقاليد الحكم في سوريا منذ العام 1963، خلف ظهور السوريين، مستشرفين الأمل في الثامن من ديسمبر/كانون الأول بمستقبل أفضل. فبدءًا من اليوم، يُنظر بعين التفاؤل والترقّب إزاء معاناة التصقت بالسوريين لسنوات، خصوصًا في ما يتعلق بمستقبل الأقليات الدينية ومن بينها المسيحية.

في حديث خاص إلى «آسي مينا» كشف النائب الرسولي في حلب ورئيس الكنيسة اللاتينية في سوريا المطران حنا جلّوف أنّه لم يتوقع سقوط حلب بيد المعارضة في خلال ساعات، والقدرة على تغيير الحكم في غضون 10 أيام فقط.

وعن رؤيته لمستقبل المسيحيين أضاف: «في البداية شعرنا بالخوف، لأنّنا لم نكن معتادين على هذا الوضع الجديد، لكن الحمد لله أُعطينا ضمانات بأنّ المسيحيين سيشكّلون جزءًا من الفسيفساء السورية، وأنّنا سنتشارك في إعادة بناء بلدنا يدًا بيد. لقد قالوا لنا إنّ كنائسنا وممتلكاتنا لن تُمس».

النائب الرسولي في حلب ورئيس الكنيسة اللاتينية في سوريا المطران حنا جلّوف. مصدر الصورة: اللجنة الأسقفية للحياة المكرَّسة في سوريا
النائب الرسولي في حلب ورئيس الكنيسة اللاتينية في سوريا المطران حنا جلّوف. مصدر الصورة: اللجنة الأسقفية للحياة المكرَّسة في سوريا

وتابع جلّوف: «أتمنى حصول كل ذي حق على حقه؛ فقد عشنا سنوات طويلة تحت الظلم والقهر؛ كثيرون من الناس ماتوا، وكثيرون هُجّروا أو سُجنوا، لكن نأمل أن تشرق شمس جديدة على هذه البلاد. ولا ننسى أنّ اليوم عيد العذراء (الحبل بلا دنس)، وبواسطة شفاعتها وصلنا لما نحن عليه اليوم من ابتهاج؛ فقد قُرِعت أجراسنا في حلب، وعادت لتُقرَع في القنيّة (إدلب) للمرة الأولى بعد نحو 13 سنة».

وتوجّه جلّوف برسالة إلى السلطة الجديدة، وبنداء إلى دول العالم قائلًا: «أدعو الربّ أن يعضد الحكّام الجدد لبناء سوريا جديدة تعكس صورتها الحضارية والتاريخية المعروفة عنها، كونها منبتًا للأبجدية ومنارةً للأمم. وأن يُصار إلى إعادة بناء البنية التحتية وتأمين الأمور الخدميّة، خصوصًا المياه ومصادر الطاقة».

وتابع: «أمّا من أصحاب القرار في العالم فأطلب مساعدتنا بفتح الطرق الدولية، وتسهيل حركة المرور التجارية كي تعود عجلة الحياة إلى الدوران. كذلك، رفع الحصار الاقتصادي عن سوريا، إذ إنّ الحكام الجالسين على كراسيهم لم يكترثوا لأمره لتوفّر كلّ شيء لديهم، أما الناس فقد دفعوا الثمن، وأنهكهم هذا الفرض الجائر. أخيرًا، أطالب الدول الكبيرة بمساعدتنا في إعادة إعمار بلدنا، كي نصل فقط إلى نقطة الصفر، لا نريد أكثر من ذلك».

وختم جلّوف متوجّهًا إلى المسيحيين، ومشدّدًا عليهم بألا يخافوا. وأكّد أنّ «شمس الحرية أشرقت اليوم في سوريا». وأردف: «نحن جزء من البلد ومتجذّرون فيه؛ لا ننسى أنّ المسيحية خرجت من أرضنا، ودعي المسيحيون للمرة الأولى بهذه التسمية عندنا في أنطاكيا. أقول لكلّ أبنائنا: عودوا إلى بيوتكم وأشغالكم، فلا بد أن تسير الحياة إلى الأمام. ليبارك الربّ الجميع ويحفظهم، ويرسل لنا قادة يستطيعون إيصال سوريا إلى برّ الأمان».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته