البابا فرنسيس يطلب السلام ليحتفل العالم بعيد الميلاد

البابا فرنسيس يترأّس القدّاس الإلهيّ مع الكرادلة الجدد في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس يترأّس القدّاس الإلهيّ مع الكرادلة الجدد في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

طلب البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، الصلاة من أجل السلام في أوكرانيا المعذّبة وفي الشرق الأوسط -فلسطين وإسرائيل ولبنان وسوريا- وفي ميانمار والسودان، وفي كلّ مكان يعاني الحرب والعنف. وناشد الحكّام والمجتمع الدولي وقف إطلاق النار على جميع جبهات الحرب ليتمكّن العالم من الاحتفال بعيد الميلاد.

وقبل الصلاة، تحدّث البابا عن البشارة، عندما سمحت «نعم» مريم للملاك جبرائيل بأن يتحقّق تجسّد ابن الله، يسوع. وذكر أنّ مريم، كما يحييها الملاك جبرائيل، هي «الممتلئة نعمة» (لوقا 1:28)، الطاهرة التي هي في خدمة كلمة الله بالكامل والتي هي دائمًا مع الربّ، متوكلةً عليه بالكامل.

ثمّ دعا المؤمنين إلى التساؤل: في عصرنا المليء بالحروب والمنشغل بالسعي إلى الامتلاك والسيطرة، أين أضع أملي؟ في القوة، في المال، في الأصدقاء ذوي النفوذ؟ هل أضع أملي هناك؟ أم في رحمة الله اللامتناهية؟ وأمام النماذج الكاذبة اللامعة التي تروّجها وسائل الإعلام والإنترنت، أين أبحث عن سعادتي؟ أين كنز قلبي؟ هل هو في حقيقة أنّ الله يحبّني مجّانًا وأنّ محبّته تسبقني دائمًا، وهي مستعدّة دائمًا لأن تغفر لي عندما أعود إليه تائبًا؟ هل أضع أملي في هذا الحبّ الأبوي لله؟ أم أخدع نفسي بالسعي إلى إثبات ذاتي وإرادتي بأيّ ثمن؟

ومع اقتراب موعد فتح الباب المقدّس لليوبيل، دعا فرنسيس إلى فتح أبواب قلوبنا وعقولنا للربّ. وقدّم نصيحة: الاعتراف. وقال: «إذا لم تتمكّنوا من الذهاب اليوم، ففي خلال هذا الأسبوع، حتى يوم الأحد المقبل، افتحوا قلوبكم والربّ يغفر كلّ شيء».

البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

القدّاس مع الكرادلة

في سياق آخر، ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم في بازيليك القديس بطرس القدّاس الإلهي مع الكرادلة الجدد. وفي عظته تحدّث عن جمال مريم العذراء مسلّطًا الضوء على ثلاثة جوانب: مريم الابنة والزوجة والأمّ. وقد ظهرت مريم جميلة كزهرة نمت بهدوء وأصبحت جاهزة للتفتّح من خلال عطائها الذاتي؛ وكزوجة كُشف عن وجه الإخلاص والوفاء والاهتمام الذي يميّز الحبّ المتبادل بين الأزواج؛ وكأمّ أضاف فرنسيس: «جمالها في خصوبتها، أي في قدرتها على الموت لتمنح الحياة، وفي نسيان نفسها للاهتمام بمن هم صغار وضعفاء ويلجأون إليها».

وفي ختام كلمته، طلب الأب الأقدس أن يغلبنا قلب مريم المملوء بالحبّ وأن يحوّلنا ويجعل منا جماعة تسودها البنوّة، والعلاقة الزوجية، والأمومة كقاعدة ومعيار للحياة: حيث تجتمع العائلات، ويتشارك الأزواج كلّ شيء، ويكون الآباء والأمّهات حاضرين بأجسادهم بالقرب من أبنائهم. كما ذكر أنّ الكرادلة الجدد يأتون من أماكن متعدّدة في العالم، حاملين حكمة واحدة بوجوه متعددة، ليسهموا في نمو ملكوت الله وانتشاره.

وبمناسبة عيد الحبل بلا دنس، سيتوجّه الأب الأقدس بعد ظهر اليوم إلى ساحة إسبانيا. ووفقًا لتقليد يعود إلى العام 1958، سيضع إكليلًا من الزهور أمام تمثال مريم النقيّة. كما سيضع رجال الإطفاء إكليلًا من الزهور على قمّة تمثال العذراء مريم الذي يبلغ ارتفاعه 12 مترًا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته