بعد تغيُّر وجه مدينتهم… كيف يعيش مسيحيّو حلب؟

ساعة سجود لرعيّة النبيّ إيليا الغيور في كنيسة ربلة-حمص للروم الملكيّين الكاثوليك على نيّة السلام في سوريا ساعة سجود لرعيّة النبيّ إيليا الغيور في كنيسة ربلة-حمص للروم الملكيّين الكاثوليك على نيّة السلام في سوريا | مصدر الصورة: صفحة كنيسة ربلة في فيسبوك

بعد مرور أسبوع على تغيّر وجه المدينة، حالة من الترقب تخيّم على العائلات المسيحية في حلب بشأن مصيرها. فهل يطول الخوف والجمود أم تعود الحياة إلى هذه الحاضرة العريقة قريبًا؟

للوقوف على أوضاع العائلات المسيحية في حلب ونظرتها إلى الواقع والمستقبل، أجرت «آسي مينا» حديثًا مع ربة منزل حلبية، قائدة كشفية سابقة ومرنّمة في جوقة ملكية كاثوليكية. فقالت: «أنا أمّ لطفلتين، وزوجي بعد التطورات الأخيرة عاطل من العمل. نظام حياتنا اختلّ. نقنّن استهلاك كلّ شيء خصوصًا المياه التي نخزّنها لعدم توفرها بصورة دائمة».

وأكملت: «مخازن المواد الغذائية مفتوحة لكنّ الغلاء كبير. وبعد دخول الليرة التركية، هناك مخاوف من إلغاء التعامل بالليرة السورية التي لا يملك معظمنا غيرها. كذلك، نزور عادةً بيوت ذوينا لنطمئنّ إليهم لكن قبل الخامسة مساءً. فمع حلول الظلام يعود الجميع إلى منزله وتتحول حلب إلى مدينة أشباح. ويبقى شعور الخطر ملازمًا لنا بسبب إطلاق سراح المساجين».

وعن معاملة الفصائل المسلحة للمسيحيين أوضحت: «لم نسمع عن أي حالة اعتداء. وقبل أيام كانت حماتي مع صديقتها خارج المنزل، فاقتربوا منهما وأعطوهما الخبز وتحدثوا معهما بأسلوب لبق». وأردفت: «هذه المعاملة اللطيفة بصورة زائدة تخيفنا وتطرح التساؤل في نفوسنا: هل سيبقون هكذا أم سيتغيرون؟ في الحقيقة لدينا خوف من المجهول. أيضًا، نخاف جدًّا من قصف الطائرات؛ عندما يسمع الناس صوت طائرة يرتابون ويبتعدون عن النوافذ ويقفون في الممرات».

خوف من المصير المجهول يسيطر على مسيحيّي حلب. مصدر الصورة: Yazan Loujami/Pinterest
خوف من المصير المجهول يسيطر على مسيحيّي حلب. مصدر الصورة: Yazan Loujami/Pinterest

وأشارت السيدة إلى أنّ «ابنتها الصغيرة لا تشعر بشيء، لكن مع سماعها صوتًا مرتفعًا تصرخ وتركض للاحتماء بحضن أمها. أما الكبيرة، فقيل لها أنّ عدم ذهابها إلى المدرسة مردّه إلى عطلة عيد الميلاد. ومع ذلك، تشعر باضطراب الأوضاع، لكنّها تعتقد أنّ الحرب دائرة بين الشرطة والسارقين».

وبشأن هجرتهم، بيّنت السيدة الحلبيّة أنّ العائلة لم تناقشها بشكل مطوّل بعد، وأنّ الإقدام عليها يتطلب وجود خطة وموافقة من الجميع. لكنّها كشفت عن عدم رغبتها في البقاء في البلاد رغم أنّها لم تسافر لمدة طويلة خارج حلب، وأبعد نقطة وصلت إليها كانت لبنان.

وختمت: «تربيت هنا، الشوارع أخذت جزءًا من قلبي. كلّما أفكر بترك حلب أزداد تعلقًا بها. لكن صرتُ أخاف أن نباع ونشترى من جديد. لقد تعبنا من النزاعات ولا أريد لابنتَيّ أن تعيشا ما عشته. أفكر بالخروج من كلّ سوريا. نريد العيش بهدوء وسلام واطمئنان لا أكثر».

تجدر الإشارة إلى أنّ الفصائل المسلّحة تمكّنت ليل أمس من السيطرة على مدينة حماة وأجزاء كبيرة من ريفها، ومن ضمنه مدينة محردة ذات الحضور المسيحي الكبير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته