حلب, الجمعة 6 ديسمبر، 2024
بعد مرور أسبوع على تغيّر وجه المدينة، حالة من الترقب تخيّم على العائلات المسيحية في حلب بشأن مصيرها. فهل يطول الخوف والجمود أم تعود الحياة إلى هذه الحاضرة العريقة قريبًا؟
للوقوف على أوضاع العائلات المسيحية في حلب ونظرتها إلى الواقع والمستقبل، أجرت «آسي مينا» حديثًا مع ربة منزل حلبية، قائدة كشفية سابقة ومرنّمة في جوقة ملكية كاثوليكية. فقالت: «أنا أمّ لطفلتين، وزوجي بعد التطورات الأخيرة عاطل من العمل. نظام حياتنا اختلّ. نقنّن استهلاك كلّ شيء خصوصًا المياه التي نخزّنها لعدم توفرها بصورة دائمة».
وأكملت: «مخازن المواد الغذائية مفتوحة لكنّ الغلاء كبير. وبعد دخول الليرة التركية، هناك مخاوف من إلغاء التعامل بالليرة السورية التي لا يملك معظمنا غيرها. كذلك، نزور عادةً بيوت ذوينا لنطمئنّ إليهم لكن قبل الخامسة مساءً. فمع حلول الظلام يعود الجميع إلى منزله وتتحول حلب إلى مدينة أشباح. ويبقى شعور الخطر ملازمًا لنا بسبب إطلاق سراح المساجين».
وعن معاملة الفصائل المسلحة للمسيحيين أوضحت: «لم نسمع عن أي حالة اعتداء. وقبل أيام كانت حماتي مع صديقتها خارج المنزل، فاقتربوا منهما وأعطوهما الخبز وتحدثوا معهما بأسلوب لبق». وأردفت: «هذه المعاملة اللطيفة بصورة زائدة تخيفنا وتطرح التساؤل في نفوسنا: هل سيبقون هكذا أم سيتغيرون؟ في الحقيقة لدينا خوف من المجهول. أيضًا، نخاف جدًّا من قصف الطائرات؛ عندما يسمع الناس صوت طائرة يرتابون ويبتعدون عن النوافذ ويقفون في الممرات».