قدّيس ناسك أوصى تلاميذه بعيش المحبّة وحفظ القوانين

القدّيس سابا القدّيس سابا | مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس سابا في 5 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هو قدّيس النسك والعبادة والتأمّل حتّى الرمق الأخير.

أبصر سابا النور في مدينة مولاتا-إقليم الكبادوك، في النصف الأوّل من القرن الخامس. نشأ وسط عائلة فاضلة وغنيّة، ربّته على محبّة الله وعيش الفضيلة. وفي سنّ الشباب هجر مجد العالم وذهب إلى أحد الأديار وبدأ يمارس الصلاة والتأمّل، متساميًا بالفضائل. كما توجّه إلى أورشليم وزار الأماكن المقدّسة والتحق بدير القدّيس أفتيموس، متسلّقًا سلّم الكمال المسيحيّ حتّى تفوّق على كلّ الرهبان بتواضعه العميق.

وحين تاقت نفسه إلى الحياة النسكيّة، طلب الانفراد في صومعة حيث عاش التقشّف والعبادة وتلاوة المزامير. كما كان يُحيك السلال ليعيش من ثمنها، وما زاد عنه يعطيه للفقراء. وبعدها جاء إليه الرهبان والنسّاك يطلبون بركته وإرشاداته الروحيّة. ولمّا ارتفع عدد تلاميذه، أنشأ لهم ديرًا وحضّهم على حفظ القوانين والعمل بها. فرسمه سالسُتوس بطريرك أورشليم كاهنًا، وعيّنه رئيسًا عليهم. وجاءت أمّه بعد ترمّلها ومعها كثير من الأموال، وعبّرت عن رغبتها بالبقاء بجواره إلى أن ماتت بسلام. فشيَّدَ بتلك الأموال مستشفى للمرضى ومضافة للزوَّار قرب الدير.

وفي أحد الأيّام طلب البطريرك من سابا الذهاب برفقة وفد إلى الملك أنسطاسيوس، وكان محمّلًا برسائل الاستغاثة. قرأ الملك مضمونها ورأى ما عليه القديس من وقار رغم مظهره البسيط، فأعطاه المال ورفع الجور والاضطهاد. ولمّا انحبس المطر في فلسطين، صلّى سابا لله مع رهبانه فجادت السماء بمطر غزير. وقد جاء سابا مرّة ثانية إلى القسطنطينية عند الملك يوستينياس للدفاع عن المسيحيّين. وبعدها رجعَ إلى ديره وأوصى تلاميذه بعيش المحبّة وحفظ القوانين، ومن ثمّ رقد بعطر القداسة في العام 532.

يا ربّ، علّمنا كيف نسلك درب التواضع والصلاة والتأمّل على مثال هذا القدّيس، فنتخلّى عن مجد الأرض ونعانق اسمك القدوس إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته