«نوتردام» الفرنسيّة تعود إلى الحياة... لبنان يحضر روحيًّا وفنّيًّا

كاتدرائيّة «نوتردام»-باريس يوم التهمها الحريق وبعد انتهاء أعمال ترميمها كاتدرائيّة «نوتردام»-باريس يوم التهمها الحريق وبعد انتهاء أعمال ترميمها | مصدر الصورة: Loic Salan-Franck Legros/Shutterstock

تعود كاتدرائية «نوتردام» الباريسيّة إلى الحياة بعد لملمة آثار الحريق الضخم الذي التهمها في منتصف أبريل/نيسان 2019. خمس سنوات ونصف السنة مضت على حادثة بدّلت ملامح أحد أشهر الصروح الكاثوليكية في العالم. بعد أعمال ترميم مكثّفة، تفتح الكاتدرائيّة أبوابها من جديد في السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، على أن يكون الافتتاح الرسميّ والقداس الأول في الثامن منه في احتفاليّة ضخمة تستقطب مشاركة عالميّة رفيعة.

مع توجّه أنظار العالم إلى عمق العاصمة الفرنسيّة يوم الأحد المقبل، وفي قلب مشهدية مهيبة منتظرة، لا يغيب الشرق الأوسط وتحديدًا لبنان. لوطن الأرز الخارج حديثًا من حربٍ مدمِّرة، حضورٌ راسخٌ في فرنسا عمومًا وفي احتفالية «نوتردام» خصوصًا.

إلى هناك، يتوجّه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي ليشارك في حدث إعادة الافتتاح بدعوة خاصّة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. علمًا أنّ الراعي، وفي إطار زيارته فرنسا، سيترأس قدّاسًا إلهيًّا مساء الأحد في سيّدة لبنان-باريس. وإضافةً إلى هذا الحضور الروحيّ، بصمةٌ صوتيّة ستحفظها جدران الكاتدرائية المُعاد تأهيلها عندما تصدح حنجرة الفنانة اللبنانية العالمية هبة طوجي في الحفل التمهيدي يوم السبت مع نخبة من الفنانين العالميين.

ليست هذه المشاركة اللبنانية أو تخصيص ماكرون البطريرك الماروني بدعوة «شخصيّة» محطّ استغراب. تحتفظ فرنسا للبنان عمومًا ولكنيسته خصوصًا بمكانة لم تتبدّل مع تعاقُب رؤساء الإليزيه والسياسات الخارجية. وأخيرًا، تُرجِمت هذه المكانة من خلال محطّتين مفصليَّتين كان لفرنسا دورٌ حاسم فيهما: مؤتمر الدعم الدولي الذي احتضنته باريس من أجل لبنان في خضمّ الحرب، والدفع باتجاه تسوية وقف إطلاق النار بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركيّة.

صدمة إيجابيّة

هي «صدمة إيجابيّة» متوقّعة بعد أيام مع عودة أجراس «نوتردام» رسميًّا. صدمة عبّر عنها ماكرون يوم الجمعة الفائت في خلال جولة على الكاتدرائيّة مع رئيس أساقفة باريس المطران لوران أولريش. وقال ماكرون: «أريد أن تكون صدمة إعادة الافتتاح بقوة صدمة الحريق نفسها. أعتقد أنّها ستكون صدمة أمل». وتوجّه إلى الحرفيين الذين تولّوا أعمال الترميم: «كان الحريق جرحًا وطنيًّا، وأنتم عالجتموه بالإرادة والعمل والالتزام... لقد حقّقتم ما كنّا نظنّه مستحيلًا».

تجدر الإشارة إلى أنّ حفل إعادة افتتاح الكاتدرائية سيترافق مع إجراءات أمنيّة مشدّدة تُشبه تلك التي اعتُمِدت في خلال الألعاب الأولمبيّة 2024 التي استضافتها باريس بين يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيَين. ولهذا الغرض، تجنَّد آلاف الضباط والمنظِّمين للاضطلاع بالترتيبات الأمنية والتنظيمية في ظلّ مشاركة عدد من رؤساء الدول. علمًا أنّ البابا فرنسيس لن يحضر حفل إعادة افتتاح الكاتدرائيّة، لكنّه سيزور فرنسا وتحديدًا أجاكسيو (جزيرة كورسيكا) في الخامس عشر من الشهر الجاري للمشاركة في الاجتماع الختامي لمؤتمر «العبادات الشعبيّة في منطقة البحر الأبيض المتوسّط».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته