باريس, الأربعاء 4 ديسمبر، 2024
تعود كاتدرائية «نوتردام» الباريسيّة إلى الحياة بعد لملمة آثار الحريق الضخم الذي التهمها في منتصف أبريل/نيسان 2019. خمس سنوات ونصف السنة مضت على حادثة بدّلت ملامح أحد أشهر الصروح الكاثوليكية في العالم. بعد أعمال ترميم مكثّفة، تفتح الكاتدرائيّة أبوابها من جديد في السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، على أن يكون الافتتاح الرسميّ والقداس الأول في الثامن منه في احتفاليّة ضخمة تستقطب مشاركة عالميّة رفيعة.
مع توجّه أنظار العالم إلى عمق العاصمة الفرنسيّة يوم الأحد المقبل، وفي قلب مشهدية مهيبة منتظرة، لا يغيب الشرق الأوسط وتحديدًا لبنان. لوطن الأرز الخارج حديثًا من حربٍ مدمِّرة، حضورٌ راسخٌ في فرنسا عمومًا وفي احتفالية «نوتردام» خصوصًا.
إلى هناك، يتوجّه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي ليشارك في حدث إعادة الافتتاح بدعوة خاصّة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. علمًا أنّ الراعي، وفي إطار زيارته فرنسا، سيترأس قدّاسًا إلهيًّا مساء الأحد في سيّدة لبنان-باريس. وإضافةً إلى هذا الحضور الروحيّ، بصمةٌ صوتيّة ستحفظها جدران الكاتدرائية المُعاد تأهيلها عندما تصدح حنجرة الفنانة اللبنانية العالمية هبة طوجي في الحفل التمهيدي يوم السبت مع نخبة من الفنانين العالميين.
ليست هذه المشاركة اللبنانية أو تخصيص ماكرون البطريرك الماروني بدعوة «شخصيّة» محطّ استغراب. تحتفظ فرنسا للبنان عمومًا ولكنيسته خصوصًا بمكانة لم تتبدّل مع تعاقُب رؤساء الإليزيه والسياسات الخارجية. وأخيرًا، تُرجِمت هذه المكانة من خلال محطّتين مفصليَّتين كان لفرنسا دورٌ حاسم فيهما: مؤتمر الدعم الدولي الذي احتضنته باريس من أجل لبنان في خضمّ الحرب، والدفع باتجاه تسوية وقف إطلاق النار بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركيّة.