«نحن خميرة إيران»
شدّد ماتيو على أهمّية الشهادة بالأفعال لا بالأقوال. وشرح أنّ في إيران اقتناص الأشخاص للدين المسيحيّ غير مسموح، «لكنّنا لا نُمنَع من العيش في المجتمع وتقدمة شهادتنا فيه»، على حدّ تعبيره.
وأعلن أنّه يشجّع المؤمنين الإيرانيّين دائمًا على «أهمّية شهادتنا وصلاتنا وعيش حياة فضيلة والعمل من أجل تقديسنا لأنّنا بذلك نكون خميرة للبلاد. ونستطيع أن نكون الملح المُعطي للحياة».
وفي حين يُمنَع رجال الدين من ارتداء الثياب الدينيّة في الأماكن العامّة في تركيا مثلًا، ما من مانع لذلك في إيران، كما قال. وتوقّف ماتيو على انفتاح بعض الجامعات في إيران على العالم المسيحيّ مثل جامعة قُمْ. وأشار إلى أنّ لدائرة الحوار بين الأديان في الفاتيكان علاقات مع هيئات مرتبطة بالدولة الإيرانيّة.
«الرجاء حاضر» في كنيسة إيران
اعتبر ماتيو أنّ «الرجاء حاضر» في الجماعة المسيحيّة الإيرانيّة. فعلى الرغم من أنّ ليس هناك أساقفة أو كهنة لاتين في إيران باستثنائه هو والسفير البابوي وسكرتير الأخير، وعلى الرغم من نقص مراكز التنشئة والوسائل والأشخاص القادرين على فعل ذلك، يميل المؤمنون المسيحيّون إلى تنشئة ذواتهم عبر الإنترنت.
وقد وضع ماتيو شاشات في رعيّتَيْن للاستفادة من المواد الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تنشئة المؤمنين. وهو تولى تنشئة سكرتيرة في إحدى الرعايا على خدمة القارئة كي تتمكّن من تولّي ليتورجيا الكلمة عند غيابه. وأشار إلى أنّ هناك 5 راهبات فقط، هنّ من بنات المحبّة، عملت اثنتان منهنّ لسنوات طويلة في مركز للبرص شماليّ البلاد.
الصراع في الشرق الأوسط
في ما خصّ الصراع بين إيران وإسرائيل، اعتبر الكاردينال أنّ ليس له تأثير مباشر على مسيحيّ بلاد فارس. فهَمُّ هؤلاء الأساسيّ تحصيل لقمة العيش في وطنٍ طوّقته العقوبات، وهُمْ يرغبون بأن يُسَلَّط الضوء على وضعهم.
وعن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، شجّع الكاردينال المسمّى على الوثوق بأنّ الربّ قد وَعَدَ بحضوره إلى جانبنا على الرغم من مآسي الحرب. وأعلن: «بالطبع، لا يمكن تبرير جميع صراعات هذه المنطقة وفظائعها. أعتقد أنّ قدرة الكائن البشريّ على إعادة البناء كبيرة لدرجة تسمح له بالولادة الجديدة بشكل دائم بفضل إيمانه».
وعن كيفيّة بلوغ السلام في الشرق الأوسط بخاصّة مع اقتراب عيد ميلاد المسيح أمير السلام، عبّر ماتيو عن حزنه إذ باستثناء ما يُنجزه الفاتيكان، يعلو اليوم صوت دبلوماسيّة التهديدات والأعمال الانتقاميّة على دبلوماسيّة السلام والحوار.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
محرّر آسي مينا لأخبار الفاتيكان وروما. يتابع دراسات عليا في اللاهوت العقائدي. باحث في الشؤون الكنسيّة. مقيم في العاصمة الإيطاليّة روما.