بيروت, الثلاثاء 3 ديسمبر، 2024
يحلّ اليوم العالميّ لذوي الاحتياجات الخاصّة (اليوم الدوليّ للأشخاص ذوي الإعاقة بحسب تسمية الأمم المتحدة) في 3 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. وفي هذه المناسبة، تطلّ غريس شعيا عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ مع ابنها المصاب بمرض التوحّد، وماذا تعلّمت من هذه التجربة، وكيف بلغتها الإجابة عن سؤالها: لماذا أنا يا ربّ أتعرّض لهذه المحنة؟ وما هي رسالتك لي من خلالها؟
شعيا هي سيّدة لبنانيّة متزوّجة وأمّ لثلاثة أولاد، تعيش في إسبانيا منذ أكثر من ثلاثين سنة. تنطلق قائلةً: «بعد سنة ونصف على ولادة ابني الأول، بدأتُ أُلاحظ أنّه لا يتفاعل مع أيّ حدث، ولا يظهر أيّ ردّ فعل، ولا ينطق بأيّ كلمة، وهو ما طرح التساؤلات في داخلي. فرحتُ أقنع ذاتي بأنّ كلّ ولد له طريقته في التعبير، أو ربّما لأنّه لا يرى أطفالًا في محيطه كي يلعب معهم. حينها، قرّرتُ إدخاله إلى حاضنة للأطفال لعلّه يتبدّل. وهناك، أخبرني الطبيب النفسيّ بأنّ ابني لديه مشكلة، ونصحني بأن أجري له الفحوص اللازمة».
وتكشِفُ: «بعد إجراء الفحوص، أبلغني الطبيب أنّ ابني يعاني مرض التوحّد. فسألته عن طبيعة المرض إذ لم تكن لديّ فكرة عنه، كما لم تكن هناك في حينها وسائل للتواصل الاجتماعيّ تنشر عن هذه الحالة. من ثمّ اشتريتُ كتبًا تشرح هذا المرض لأفهم حقيقة ما يعانيه ابني. كما عرفتُ أن لا علاج له، بل يمكن أن يتحسّن قليلًا. فنظرتُ نحو السماء وسألتُ إلهي: «لماذا اخترتني لأعيش هذه المحنة، وأنا لم أتسبّب بالأذى لأيّ إنسان»؟