في اليوم العالميّ لذوي الاحتياجات الخاصّة… غريس شعيا: ابني نعمة حياتي

غريس شعيا وابنها المصاب بمرض التوحّد غريس شعيا وابنها المصاب بمرض التوحّد | مصدر الصورة: غريس شعيا

يحلّ اليوم العالميّ لذوي الاحتياجات الخاصّة (اليوم الدوليّ للأشخاص ذوي الإعاقة بحسب تسمية الأمم المتحدة) في 3 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. وفي هذه المناسبة، تطلّ غريس شعيا عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ مع ابنها المصاب بمرض التوحّد، وماذا تعلّمت من هذه التجربة، وكيف بلغتها الإجابة عن سؤالها: لماذا أنا يا ربّ أتعرّض لهذه المحنة؟ وما هي رسالتك لي من خلالها؟

شعيا هي سيّدة لبنانيّة متزوّجة وأمّ لثلاثة أولاد، تعيش في إسبانيا منذ أكثر من ثلاثين سنة. تنطلق قائلةً: «بعد سنة ونصف على ولادة ابني الأول، بدأتُ أُلاحظ أنّه لا يتفاعل مع أيّ حدث، ولا يظهر أيّ ردّ فعل، ولا ينطق بأيّ كلمة، وهو ما طرح التساؤلات في داخلي. فرحتُ أقنع ذاتي بأنّ كلّ ولد له طريقته في التعبير، أو ربّما لأنّه لا يرى أطفالًا في محيطه كي يلعب معهم. حينها، قرّرتُ إدخاله إلى حاضنة للأطفال لعلّه يتبدّل. وهناك، أخبرني الطبيب النفسيّ بأنّ ابني لديه مشكلة، ونصحني بأن أجري له الفحوص اللازمة».

وتكشِفُ: «بعد إجراء الفحوص، أبلغني الطبيب أنّ ابني يعاني مرض التوحّد. فسألته عن طبيعة المرض إذ لم تكن لديّ فكرة عنه، كما لم تكن هناك في حينها وسائل للتواصل الاجتماعيّ تنشر عن هذه الحالة. من ثمّ اشتريتُ كتبًا تشرح هذا المرض لأفهم حقيقة ما يعانيه ابني. كما عرفتُ أن لا علاج له، بل يمكن أن يتحسّن قليلًا. فنظرتُ نحو السماء وسألتُ إلهي: «لماذا اخترتني لأعيش هذه المحنة، وأنا لم أتسبّب بالأذى لأيّ إنسان»؟

ابن غريس شعيا المصاب بمرض التوحّد. مصدر الصورة: غريس شعيا
ابن غريس شعيا المصاب بمرض التوحّد. مصدر الصورة: غريس شعيا

ابني نعمة حياتي

تُخبر شعيا: «في البداية، لم أستطع استيعاب حقيقة ما يجري مع ابني، إنّما قرّرتُ أن أثابر لأفهم مشيئة الله وأتمكّن من مساعدته. قاسيتُ معه كثيرًا من التحدّيات في قلب المجتمع وفي مدرسته، إذ كنتُ لوحدي في غربتي بعيدةً عن أهلي ولم يكن هناك من أبوح له بهَمِّي، إلّا أنّ تجربتي علّمتني الكثير». وتواصل حديثها: «تعلّمتُ بفضل نعمة ربّي الصبر وألّا أكون سطحيّة، بل أن أنظر إلى الإنسان من الداخل، وأغدو أكثر إنسانيّة. تأخّرَت إجابة ربّي عن سؤالي، إلّا أنَّني في النهاية أيقنتُ من الصميم أنّ ابني هو نعمة حياتي، وحين كان يقول لي الآخر إنّ ابني هو صليب، كنتُ أُجيبه: لم أشعر بذلك البتّة».

غريس شعيا وابنها المصاب بمرض التوحّد. مصدر الصورة: غريس شعيا
غريس شعيا وابنها المصاب بمرض التوحّد. مصدر الصورة: غريس شعيا

فعل صلاة وشكر

تُردف شعيا: «أرفع صلاتي مباشرة ليسوعي، وأحبّ كثيرًا القدّيس شربل وأصلّي معه. وأكثر ما أشكر ربّي عليه هو نعمة الصحّة، وأطلبها منه باستمرار كي أتمكّن من متابعة رسالتي مع ابني، وأشكره على أسرتي». وتختِمُ: «أسأل كلّ أمّ تختبر تجربتي أن تحبّ ولدها وتتعامل معه مثلما تتعامل مع باقي أفراد أسرتها، لأنّ نظرة العالم القاسية تكفي. ونحن كأمّهات، رسالتنا أن نقبل أولادنا بمختلف مشكلاتهم وضعفهم، ويجب أن نكون صوتهم وصرختهم في مواجهة ما يتعرّضون له في قلب العالم».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته