البابا فرنسيس يعبّر عن سروره بوقف النار في لبنان ويأمل امتداده إلى غزة

البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

عبّر البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، عن سروره بوقف إطلاق النار في لبنان. وأمل أن يُحترم من جميع الأطراف، ما يتيح للشعبَين الإسرائيلي واللبناني العودة قريبًا وبأمان إلى منازلهم، وذلك بمساعدة مثمّنة من الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

في هذا السياق، وجّه الحبر الأعظم دعوة ملحّة إلى السياسيين اللبنانيين للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة المؤسسات عملها الطبيعي، من أجل تنفيذ الإصلاحات الضرورية وضمان استمرار العيش المشترك بسلام بين مختلف الأديان في البلاد. كما أمل البابا أن يمتد وقف إطلاق النار ليشمل غزة والجبهات الأخرى. وأشار إلى أنّه يحمل في قلبه قضية تحرير الرهائن الإسرائيليين. وأكّد أهمية وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني المنهك. ثم دعا إلى الصلاة من أجل سوريا، حيث اندلعت الحرب مجدّدًا. وذكر أنّه قريب جدًّا من الكنيسة في سوريا.

وعبّر فرنسيس عن قلقه وألمه العميق تجاه هذه النزاعات المستمرة. وقال: «الحرب أمر مرعب! الحرب تُسيء إلى الله والإنسانية. الحرب لا ترحم أحدًا وهي دائمًا هزيمة للبشرية جمعاء... السعي إلى السلام هو مسؤولية ليست على عاتق القليلين فحسب، بل على عاتق الجميع».

وقبل الصلاة، شرح البابا إنجيل اليوم (لوقا 21: 25-28، 34-36)، في الأحد الأوّل من زمن المجيء، عن أثر الاضطرابات الكونية والقلق والخوف على البشريّة. وفي هذا السياق، وجّه يسوع إلى تلاميذه كلمة رجاء: «قوموا وارفعوا رؤوسكم لأنّ خلاصكم قريب». وأكّد الأب الأقدس أنّ دعوة يسوع هي: رفع الرأس نحو الأعلى والحفاظ على قلب خفيفٍ ويقظ.

وأضاف أنّ كثيرين من معاصري يسوع، وهم يواجهون الأحداث الكارثية التي يرونها من حولهم -اضطهادات ونزاعات وكوارث طبيعية- كانوا يشعرون بالضيق ويظنّون أنّ نهاية العالم وشيكة. كانت قلوبهم مثقلة بالخوف. لكنّ يسوع أراد أن يحرّرهم من الضيق الراهن والقناعات الزائفة، مبيّنًا لهم كيف يبقون يقظين في قلوبهم وكيف يقرؤون الأحداث من منظور خطّة الله الذي يعمل على تحقيق الخلاص حتى في خضم أكثر أحداث التاريخ مأسويةً. ولهذا السبب، شدّد على ضرورة توجيه النظر نحو السماء لفهم أمور الأرض.

ثمّ طلب البابا من المؤمنين أن يصغوا إلى توصية يسوع: «لا تثقلوا قلوبكم». وقال: «جميعنا نتساءل في لحظات كثيرة من حياتنا: كيف يمكن أن نحافظ على قلب خفيف، يقظٍ وحرّ؟ قلب لا يُثقل بالحزن؟». وأضاف: «إذا كانت الهموم تُثقِل القلب وتدفعنا إلى الانغلاق على أنفسنا، فإنّ يسوع، على العكس، يدعونا إلى رفع الرأس، إلى الثقة بمحبّته التي تسعى لخلاصنا، وإلى أن نفتح له المجال في قلوبنا لنستعيد الرجاء».

وفي ختام كلمته، دعا فرنسيس إلى أن يكون زمن الميلاد فرصة ثمينة لنرفع أنظارنا إلى يسوع؛ فهو الذي يخفّف أثقال قلوبنا ويمنحنا الدعم في مسيرتنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته