بيروت, الأحد 1 ديسمبر، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار النبيّ ناحوم في 1 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هو أحد الأنبياء الاثني عشر الصغار، وقد امتازت نبوءته بالدقة والصراحة.
ولِدَ ناحوم النبيّ في مدينة ألقوش، بلاد ما بين النهرين. هو السابع بين الأنبياء الصغار الاثني عشر. لم تكن هذه التسمية بسبب صِغَر شأن هؤلاء الأنبياء، بل لِقِصر نبوءاتهم المكتوبة. وهو صاحب السفر المنسوب إليه، والسفر الرابع والثلاثين من العهد القديم، ويتألف من فصول ثلاثة: ففي الأوّل والثاني يُنذر بخراب نينوى عاصمة آشور. وفي الثالث يأتي على حصار الأعداء لها واستيلائهم عليها والقضاء على سكانها بالسيف والنار. كما أنّ اسمه عبريّ الأصل، ومعناه «المعزّي».
كانت لناحوم حظوة كبيرة عند الملك يوشيا وكهنة الهيكل وأفراد الشعب. فتنبأ بخراب نينوى، عاصمة الآشوريين، لكبريائها وكثرة آثامها. وحذرهم من دينونة الله ودمار المدينة ودعاهم إلى التوبة. ولكنّ شعب نينوى لم يستمع لتحذيره، فتحقّقت نبوءته إذ حاصرها الكلدانيون ودكُّوا أسوارها، وجعلوها أطلالًا. وساعدهم في ذلك زلزال الأرض ونارٌ نزلت من السماء وفيضان نهر دجلة.
يُعدّ ناحوم شاعرًا أصيلًا، فجاء أسلوبه واضحًا لا تعقيد فيه، وتميّز بالإيجاز البليغ وقوّة الوصف وكثرة الاستعارات وعذوبة الإيقاع. ومن الأمثلة على ذلك: «يَزجُرُ البَحرَ فيُجَفِّفُه، ويُنضِبُ جَميعَ الأَنْهار... قد ذَبَلَ باشانُ والكَرمَل، وذَبَلَ زَهَرُ لُبْنان. تَزَلزَلَتِ الجِبالُ مِنه وذابَتِ التِّلال، وٱرتَفَعَتِ الأَرضُ أَمامَه، والدُّنْيا وجَميعُ ساكِنيها» ( ناحوم 1: 4، 5). كانت نبوءته موجعة لأعداء الله وشعبه، لكنّها تضمّنت رسالة تعزية مؤكّدةً أنّ الله لا يزال المسيطر، ويعتني بخاصته. وعلى الرغم من أنّ العدالة تبدو مفقودة فإنّ لله خطة لتصحيح الموازين.