تجدُّد الحرب في حلب… المسيحيّون بين الخوف والأمل

مدينة حلب التاريخيّة، سوريا مدينة حلب التاريخيّة، سوريا | مصدر الصورة: STEPANOV ILYA/Shutterstock

بعد سنوات من توقف المعارك فيها، يعود أهل حلب ومسيحيوها لحمل الصليب الثقيل. في أعرق المدن في التاريخ وأقدم مَواطن الإيمان المسيحي، تأتي الحرب المتجدّدة لتزيد ثقل أكتافهم المنهكة من الضائقة المعيشية.

أطلقت الفصائل المسلّحة بقيادة ما يُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» الأربعاء الماضي، عملية هي الأضخم من نوعها منذ نحو 9 سنوات، ضد قوات الجيش السوري في ريف حلب الغربي. وقد تمكّنت من السيطرة على عدد من القرى والبلدات، وأسفرت عن قطع الطريق الدولي بين دمشق وحلب. كما تعرض السكن الجامعي في مدينة حلب للقصف، ما أسفر عن سقوط أربعة طلاب وعشرة جرحى.

وفي صرخة تعبّر عن ألم الأهالي كتب الأخ المريمي جورج سبع: «صباح الخير من سماء حلب، أهلي خائفون. لمدينتي أصلّي، لأهلي أصلّي، للأطفال والمسنين أصلّي، لشباب وطني أصلّي. عادت أصوات الحرب تثير الذعر في نفوسنا». وتساءل: «هل محكوم علينا أن نعاني الذعر والخوف وظلمة الأفق؟ متى سننام واثقين من أنّ غدًا هو يوم حياة عادي، يذهب فيه أطفالنا إلى المدرسة وكبارنا إلى العمل؟ متى سنسافر على طريق آمن؟ أليس من حقنا أن ننعم بسلام دائم؟ متى سنعيش؟ يا ربّ، يا ربّ لطفك».

من آثار الحرب السابقة في حلب، سوريا. مصدر الصورة: Fly_and_Dive/Shutterstock
من آثار الحرب السابقة في حلب، سوريا. مصدر الصورة: Fly_and_Dive/Shutterstock

وفي منشور باللغة الإنجليزية على صفحته في فيسبوك، شارك مهندس حلبي شاب (نشط في الخدمة الكنسية) العالم الغربي آخر التطورات في المدينة، متضرعًا إلى الله ألا تطول هذه الحرب المتزامنة مع برد الشتاء القارس وعدم توفر المحروقات (للنقل والتدفئة) لتغطية احتياجات الأربعة ملايين نسمة في حلب.

لا يتوقف تعبير المسيحيين على منصة فيسبوك عن موقفهم ممّا يجري. وعلى الرغم من وجود كثير من الأقلام المتفائلة بقدرة الجيش السوري على استرجاع الأراضي التي خسرها وإعادة بسط الأمان، أعاد صوت القذائف والرصاص ذكريات أليمة لم يمر عليها وقت طويل كي تُنسى. وفي إشارة إلى هذه الأصوات المريبة والقوية كتبت طبيبة أطفال مسيحية: «الحمدالله، سمعُنا جيّد. لكن ليت أحدهم يسمع خوفنا… يا ربّ».

كما كتبت طبيبة أسنان وقائدة كشفية من مجموعة مار يوسف للكلدان في حلب: «على صدى أصوات المدافع، تستفيق الذكريات من سباتها العميق واحدة تلو الأخرى. تُعاد المواقف بأحداثها المخيفة. إلى أين؟ وإلى متى؟ ولِم حلب؟».

تجدر الإشارة إلى أنّ «هيئة تحرير الشام» فصيل مسلح جهادي، يوصف بأنّه إحدى نسخ تنظيم القاعدة في سوريا. شُكِّل عام 2017 باتحاد خمسة فصائل منها «جبهة فتح الشام» المعروفة سابقًا باسم «جبهة النصرة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته