أربيل, السبت 30 نوفمبر، 2024
هل تنحصر مهمة إعلان إنجيل المسيح في أشخاص معنيّين من المكرَّسين والمكرَّسات والإكليروس على سبيل المثال؟ أم أنّها هِبَة ممنوحة لكلّ إنسان يتجاوب بثقة مع دعوة الله إلى نشر البشرى؟ وهل اختيار الاضطلاع بها هو اختبارٌ لكلّ مسيحيّ وللكنيسة بأسرها ولقدرتها على تأكيد هويّتها؟
حاورت «آسي مينا» الأب ميلان ككّوني، كاهن في إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة يتابع دراسته العليا في الجامعة الكاثوليكيّة الأمريكيّة في واشنطن، حول مهمّة إعلان البشرى. فأوضح ككّوني أنّ نقل الإيمان عمليّة ديناميكيّة ترتكز على إيمان المسيحيّين وحياة الكنيسة.
وأكّد عجز الإنسان عن نقل ما لا يؤمن به، ولا يعيشه. وعدّ الحياة مع يسوع مصدر الديناميّة المرجوّة، وأضاف: «المسيح حين دعا تلاميذه "أَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ"، ثمّ "لِيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا"؛ فالخبرة المَعيشة مع يسوع أساسيّة».
وشرح: «لذا، نبّه بطرس التلاميذ عند اختيارهم بديلًا ليحلّ محلّ يهوذا الإسخريوطيّ، قائلًا: "هُناكَ رجالٌ صَحِبونا طَوالَ المُدَّةِ الَّتي أَقامَ فيها الرَّبُّ يَسوعُ مَعَنا... فيَجِبُ إِذًا أَن يَكونَ واحِدٌ مِنهُم شاهِدًا مَعَنا عَلى قِيامتِه"؛ فالبشرى تحتاج إلى شخص عاش خبرة الحياة مع يسوع كي يعلن ما اكتشفه في خلالها، ويتقاسمه».