كيف نضع أنفسنا في خدمة الأنجلة الجديدة؟

الربّ يسوع يعظ بين الشعب الربّ يسوع يعظ بين الشعب | مصدر الصورة: Michael Weber/imageBROKER/Shutterstock

هل تنحصر مهمة إعلان إنجيل المسيح في أشخاص معنيّين من المكرَّسين والمكرَّسات والإكليروس على سبيل المثال؟ أم أنّها هِبَة ممنوحة لكلّ إنسان يتجاوب بثقة مع دعوة الله إلى نشر البشرى؟ وهل اختيار الاضطلاع بها هو اختبارٌ لكلّ مسيحيّ وللكنيسة بأسرها ولقدرتها على تأكيد هويّتها؟

حاورت «آسي مينا» الأب ميلان ككّوني، كاهن في إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة يتابع دراسته العليا في الجامعة الكاثوليكيّة الأمريكيّة في واشنطن، حول مهمّة إعلان البشرى. فأوضح ككّوني أنّ نقل الإيمان عمليّة ديناميكيّة ترتكز على إيمان المسيحيّين وحياة الكنيسة.

وأكّد عجز الإنسان عن نقل ما لا يؤمن به، ولا يعيشه. وعدّ الحياة مع يسوع مصدر الديناميّة المرجوّة، وأضاف: «المسيح حين دعا تلاميذه "أَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ"، ثمّ "لِيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا"؛ فالخبرة المَعيشة مع يسوع  أساسيّة».

وشرح: «لذا، نبّه بطرس التلاميذ عند اختيارهم بديلًا ليحلّ محلّ يهوذا الإسخريوطيّ، قائلًا: "هُناكَ رجالٌ صَحِبونا طَوالَ المُدَّةِ الَّتي أَقامَ فيها الرَّبُّ يَسوعُ مَعَنا... فيَجِبُ إِذًا أَن يَكونَ واحِدٌ مِنهُم شاهِدًا مَعَنا عَلى قِيامتِه"؛ فالبشرى تحتاج إلى شخص عاش خبرة الحياة مع يسوع كي يعلن ما اكتشفه في خلالها، ويتقاسمه».

وأشار إلى أنّ «التبشير الجديد» لا يعني «إنجيلًا جديدًا»، لأنّ «يسوعَ المَسيح هو هو أَمْسِ واليَومَ ولِلأَبَد». بل هو «استجابةٌ جديدة لاحتياجات إنسان اليوم بطريقةٍ متجددة تتلاءم مع علامات الأزمنة والمواقف والثقافات المعاصرة، والتي تشكّل هويّة الإنسان المعاصر».

واستطرد: «التبشير لا يعني تعليم العقائد، بل إعلان يسوع المسيح من خلال أقوال الإنسان نفسه وأفعاله، فيكون أداةً لحضور المسيح وعمله في العالم، من خلال عيش الكتب المقدّسة وتطبيقها. فالأنجلة هي نقل الإيمان والحياة المسيحيّة. وكما أنّ الإنجيل يخبرنا عن المسيح، فعبر عيشنا الكتب المقدّسة سنخبر نحن بدورنا عن المسيح ونعرّف العالم به وبتعاليمه ووصاياه وعجائبه».

وأردف ككّوني: «غاية الأنجلة الجديدة هي التبشير أو التعريف بيسوع المسيح ودعوة العالم إلى لقاءٍ شخصيّ معه، يؤسّس لعلاقة شخصيّة وطيدة، يولد منها إيمانٌ جديد يفتح آفاقًا جديدة أمام حياة الإنسان. فمسؤوليتنا في عملية نقل الإيمان أن نوفّر شروط هذا اللقاء الجامع بين الناس ويسوع المسيح، في كلّ مكانٍ وزمان».

وشدّد على أنّ الكرازة والتعليم والليتورجيا والحياة الأسراريّة والشهادة وسواها من وسائل الأنجلة، غايتها تربيتنا على الإيمان؛ فنغدو أبناء لله وننتمي إلى جسد المسيح السرّي. وهو حمّلَنا جميعًا مسؤولية حمل البشرى حين قال: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته