«حوّلتُ ضعفي إلى قوّة بنعمة المسيح»… شهادة إيمان وإلهام

جوزف شبلي وعائلته جوزف شبلي وعائلته | مصدر الصورة: جوزف شبلي

جوزف شبلي، شابّ لبنانيّ خسر زوجته قبل سنوات، فتمسّك بالإيمان والرجاء لتربية ولدَيه. نشأ وسط أسرة مؤمنة رسّخت في كيانه أسمى الفضائل المسيحيّة. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ، وما عرفه من تحدّيات، وكيف ظلّ متجذّرًا بإيمانه الحقّ رغم صيحات الوجع التي اخترقته في الصميم.

ينطلق شبلي: «عرفتُ طعم الألم للمرّة الأولى حين كنتُ في الثالثة من عمري، يوم مات شقيقي في سنّ السادسة نتيجة حادث أليم في المدرسة التي كنّا نرتادها معًا. وفي الثامنة من عمري، ورغم أنَّني كنتُ تلميذًا مجتهدًا، أُجبرتُ على ترك مقاعد الدراسة بسبب الحرب والظروف الاقتصاديّة. وهكذا بدأتُ أعمل في سنّ مبكرة، راسمًا أولى خطواتي في طريق الألف ميل».

ويكشِفُ: «في العام 2008 توفِّي أبي بعدما اختبر الألم والمرض لسنوات طويلة. وبعدها، تزوّجت عام 2010 بالمرأة التي أحبَبتُها، فعشْتُ معها أربع سنوات من الحبّ والتفاهم والرجاء والإيمان بتعاليم ربّنا، والعمل على تجسيدها بالقول والعمل. كما رزقنا الله طفلَين: كلارا وشربل». ويردِفُ: «ومن ثمّ، بدأت صحّة زوجتي تتدهور تدريجيًّا نتيجة إصابتها بمرض التهاب السحايا الذي يتلف الأنسجة المحيطة بالمخّ والنخاع الشوكيّ، ما أدّى إلى ضرب جهاز المناعة لديها. وفي العام 2018، في شهر عيد الميلاد المجيد، انتقلت إلى أحضان الآب السماويّ».

جوزف شبلي وعائلته. مصدر الصورة: جوزف شبلي
جوزف شبلي وعائلته. مصدر الصورة: جوزف شبلي

ويؤكّد شبلي: «بعد تلك المحطّة الأليمة، لم أحنِ رأسي لصليب أوجاعي، بل تابعتُ السير في درب جلجثتي، محصّنًا ذاتي بالصبر والرجاء. فكانت أمّي تساعدني في تربية كلارا وشربل، إلى أن جاء فيروس كورونا وأصاب أميّ، لتنتقل بعدها إلى مجاورة أغلى من أحبّ في الحياة الأبديّة». ويشهدُ: «كلّ ما اختبرتُه في حياتي من معاناة لم يجعلني أنكر إيماني بربّي، بل زادني ثقة به وتجذُّرًا  بمحبّته اللامتناهية. فهو لم يتركني وسط إعصاري، وعلى كلّ إنسان أن يحمل صليبه برجاء وفرح».

جوزف شبلي وعائلته. مصدر الصورة: جوزف شبلي
جوزف شبلي وعائلته. مصدر الصورة: جوزف شبلي

ويواصل شبلي: «اليوم أؤدّي دور الأمّ والأب في الوقت عينه. ومع ولدَيّ أحيا طفولتي التي لم أشعر بها يومًا؛ فأتشارك معهما أجمل اللحظات، ونصلّي كلّ مساء وقبل النوم، ونذهب أيّام الآحاد للمشاركة في الذبيحة الإلهيّة». ويختِمُ: «أرفع صلاتي مباشرة إلى الربّ يسوع، وأحبّ العذراء مريم والقدّيس شربل. أشكر إلهي على كلّ ما أعطاني إيّاه، على لحظات فرحي، وأيضًا على لحظات وجعي، لأنَّني تعلّمتُ كيف أُحَوِّلُ ضعفي إلى قوّة بنعمة المسيح».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته