بيروت, الجمعة 22 نوفمبر، 2024
بغصّةٍ يخترقها الأمل، استذكر لبنان استقلاله اليوم. بدت كلمة «احتفال» ثقيلة على ألسنة اللبنانيين الغارقين في حرب مستمرّة منذ شهرَين. بقهرٍ محفوفٍ برجاءٍ لا ينضب، صلّى مسيحيّو البلاد، كنيسةً وقادةً وشعبًا، من أجل استعادة سلامٍ ما هنئت به بلاد الأرز يومًا.
منقوصًا كعادته، حلّ الثاني والعشرون من نوفمبر/تشرين الثاني على لبنان. جملة عناصر تضافرت لتضمّ هذا الاستقلال إلى قائمة المحطات الأسوأ في تاريخ البلاد. حربٌ مفروضة بلا أفق، وشغور رئاسيّ متمادٍ، وأزمة اقتصاديّة مستشرية، وقرار سلامٍ مخطوف من حضن الدولة... هذه كلّها ترسم ملامح قلق مسيحيّ على المصير.
قلق تحاول الكنيسة جاهدةً تبديده من خلال تموضعها الصريح ضدّ إغراق البلاد في ما لا تُحمَد عقباه. ومن قلب الوجع، ما غابت الكلمات البطريركيّة في عيد الاستقلال. كلمات ضجّت بمزيج من الحسرة والإيمان، مع رسائل سياسيّة متعدّدة الاتجاهات.