قدّيس دبَّرَ شؤون رعيّته بنشاط وغيرة رسوليّة

القدّيس أمفيلوكوس القدّيس أمفيلوكوس | مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس أمفيلوكوس في 23 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. قديس عُرِفَ بحكمته ونشاطه وغيرته الرسوليّة في الدفاع عن المعتقد الكاثوليكيّ.

أبصر أمفيلوكوس النور في بلدة كبادوكيا، التي تُعرف باسم قيصرية الثانية، في النصف الأوّل من القرن الرابع. ترعرع وسط أسرة أرستقراطية. والقدّيس غريغوريوس اللاهوتي هو ابن عمته ورفيق جهاده. حصد نصيبًا وافرًا من العلم، حتّى أصبح قاضيًا مارس وظيفته بكلّ أمانة وحكمة مراعيًا العدل والاستقامة. وبعد كلّ ما عرفه من نجاح وشهرة، أدرك استحالة تحقيق العدل بين الناس، فتحوّل نظره صوب العدالة الإلهيّة. وهكذا تاقت نفسه إلى التخلّي عن تلك الأمجاد الباطلة، والعمل في سبيل ارتقاء سلَّم الفضائل المسيحيّة.

كان هذا القدّيس صديقًا مقرّبًا من القديسَين العظيمَين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي، وخير صورة عنه نستقيها من رسائلهما. اختاره الإكليروس والشعب أسقفًا على مدينة أيقونية عام 374، فدبّر شؤون رعيّته بكلّ نشاط وغيرة رسوليّة. كما تصدّى بكلّ جرأة وتصميم للهرطقة الآريوسيّة.

وحُكي عن هذا القدّيس أنّه طلب ذات مرّة من الملك تأودوسيوس أن يمنع الآريوسيين من نشر الأضاليل في المدن والقرى، فلم يهتمّ الملك لطلبه. ويوم توجّه أمفيلوكوس لتقديم واجب الاحترام إلى الملك لم يكترث لابنه، فغضِبَ الملك. حينها أجابه أمفيلوكوس: «أنت تستاء من عدم احترامي لابنك، فكيف لا يستاء الله من المهرطقين وعدم احترامهم لابنه»؟ فانتبه الملك ومنع الآريوسيين من الاجتماع وبدّد شملهم.

وفي العام 381 شارك أمفيلوكوس في المجمع المسكوني الثاني الذي عُقد في القسطنطينية. وبعدها رقد بعطر القداسة في أواخر القرن الرابع، تاركًا مواعظ وشعرًا وكتابات قيمة، لم يبقَ إلّا قليلها.

يا ربّ، علّمنا في حياتنا، كيف نسير على مثال هذا القدّيس، فنشهد للحقّ ونُدافع عن إيماننا بكلّ غيرة وشجاعة إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته