الكنيسة تدعو أبناءها إلى المشاركة بالتعداد السكّانيّ في العراق

طاقم التعداد السكّانيّ في جولاته التحضيريّة طاقم التعداد السكّانيّ في جولاته التحضيريّة | مصدر الصورة: شبكة الإعلام العراقيّ

ينطلق اليوم التعداد السكّانيّ الأوّل في العراق منذ عقود، مترافقًا مع حظر تجوال يستمرّ على مدى يومين.

وفي هذا الصدد، دعا البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو المسيحيّين في العراق إلى «المشاركة الفعّالة في هذا الواجب الوطنيّ بالغ الأهميّة، والتعاون مع الفريق المكلَّف إتمام هذا المسح السكّانيّ». وأشار، عبر موقع البطريركيّة الكلدانيّة الرسميّ، إلى غياب فقرة عن الانتماء القوميّ. وأكّد أنّ «التنوّع قوّة»، متمنيًّا لو أنّ التعداد شمل العراقيّين المقيمين خارج البلاد «وبينهم مئة ألف مسيحيّ».

 وأعرب ساكو عن تطلّعه إلى التزام الفِرَق العاملة بالدقّة والصدق والنزاهة. وشدّد في الوقت نفسه على أهمّية التزام المواطنين بإعطائها معلوماتٍ صحيحة.

نسخة من أول تعداد سكانيّ للعراق بعد نهاية الحرب العالميّة الأولى. مصدر الصورة: موقع وزارة التخطيط العراقيّة
نسخة من أول تعداد سكانيّ للعراق بعد نهاية الحرب العالميّة الأولى. مصدر الصورة: موقع وزارة التخطيط العراقيّة

ضمان صورة حقيقيّة ودقيقة 

من جانبه نبّه المطران بشّار متّي وردة راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة عبر «آسي مينا» إلى ضرورة أن توثّق العائلات المسيحيّة بيانات أفرادها الموجودين حاليًّا خارج البلاد بشكلٍ موقّت، لمتابعة تحصيلهم العلميّ أو لتلقي العلاج الطبّي وما إلى ذلك؛ وأن توفّر لفرق الإحصاء جميع الوثائق اللازمة لضمان تسجيلهم وبالتالي ضمان صورة حقيقيّة دقيقة عن واقع المكوّن المسيحي في العراق.

وأشار إلى أنّ تحديد موعد إجراء التعداد مسبقًا شكّل فرصةً مهمّة أمام رؤساء الكنائس في العراق. وتمنّى وردة لو أنّ هذه الفرصة استُغِلَّت للاجتماع وتنظيم البيت المسيحيّ بالتشاور والتنسيق مع أساقفة الرعايا وخوارنتها في المهجر، لحضّ أبنائهم العراقيّين، لا سيّما الذين استصدروا البطاقة الموحّدة عبر الحضور الشخصيّ إلى العراق، ليقصدوا بلدهم في خلال فترة التعداد لتأكيد حضورهم ورغبتهم العارمة بالعودة إلى الوطن حينما تستقرّ الأوضاع.

وذكر وردة أنّ المَهاجر تضمّ أعدادًا كبيرة من المسيحيّين العراقيّين المعتزّين بعراقيتهم والحريصين على زيارة الوطن لتجديد الوثائق الرسميّة العراقيّة واستصدارها، كجواز السفر والبطاقة الوطنيّة الموحّدة، آملين أن تبقى رابطًا لا ينقطع بالوطن وفرصةً للعودة.

طاقم التعداد السكّانيّ في جولاته التحضيريّة. مصدر الصورة: شبكة الإعلام العراقيّ
طاقم التعداد السكّانيّ في جولاته التحضيريّة. مصدر الصورة: شبكة الإعلام العراقيّ

المشاركة مسؤوليّة 

على صعيدٍ متّصل، دعا بيانٌ مشترك أصدره مطارنة الكنائس الكلدانيّة، والسريانيّة الكاثوليكيّة، والسريانيّة الأرثوذكسيّة، كلّ أبنائهم إلى «المشاركة  على نحوٍ فاعل في عملية الإحصاء».

وعدّ المطارنة بشّار متّي وردة راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة، ونثنائيل نزار عجم أسقف أبرشيّة حدياب للسريان الكاثوليك، ونيقوديموس متّي شرف راعي أبرشيّة الموصل وكركوك وإقليم كردستان للسريان الأرثوذكس، المشاركة مسؤوليةً ذات أهميّة عظيمة للمسيحيّين جميعًا.

وذكر البيان الأعداد الكبيرة من مسيحيّي العراق الذين اضطرتهم معاناة العقود الماضية إلى اختيار الهجرة. وأشار إلى ما يسبّبه غيابهم في هذه الفترة الحرجة من تمثيلٍ غير مكتملٍ لأبناء هذا المكوّن، وبالتالي تأثير معطيات الإحصاء على التخطيط والموارد.

ويُعدّ هذا التعداد السكّانيّ العاشر الذي يشهده العراق في تاريخه الحديث، إذ عرفت البلاد عام 1920 أوّل إحصاءٍ لعدد السكّان، فيما كان آخر إحصاء شامل عام 1987؛ إذ لم يشمل الإحصاء اللاحق عام 1997 محافظات إقليم كردستان شبه المستقلّة عن الحكومة المركزيّة في العراق حينئذٍ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته