القاهرة, الجمعة 20 مايو، 2022
الميلاد والنشأة:
إسمها بالميلاد "مارجريتا" وهو اسم إيطالي يعني "زهرة الأقحوان" (زهرة بيضاء عطرة تشتهر بها حدائق أوروبا). لكنها اشتهرت باختصار الاسم "ريــتــا". ولدت القديسة ريتا فى( روكاپيرينا) بمقاطعة (أومبريا) بايطاليا. لوالدين تقيين تسامت فيهما قداسة الاخلاق والمحبة المسيحية الكريمة وهما "أنطونيو لوتّي" و " أماتا فيرّي" .
دعوة إلى الجلجثة قبل الرهبنة:
سمعت "ريتا" ما حدث " للقديس فرنسيس الآسيزى" الذى عاش فى تلك الأرض التى تعيش فيها وتمنت لو صُلِبَت مع حبيبها يسوع أو على الآقل لو شاركته آلامه، وازداد تعلقها بالعزلة والانفراد والخدمة المجانية، والتطلع نحو الحياة الرهبانية، لكن حبيبها يسوع أراد لها أن ترتقي درجات الجلجثة أولاً.
فبينما كانت "ريتا" لا تفكر اٍلا بالله وبأبويها الشيخين الذين لم يدركا أسرار نفسها البتول، كانا أبواها يفكران بزواجها خوفاً عليها من الوحدة والاحتياج إذا توفيا، وألزماها بالزواج من شاب لم يكن على شىء من نقائها وأخلاقياتها ولا من حكمتها واحتشامها و تجردها عن العالميات.
الحياة الديرية:
عملت "ريتا" بالدير طويلاً بأحقر وأصعب الأعمال وقد كانت المواهب الخاصة التى أنعم الله عليها بها والفضائل الجليلة التى زينها بها هدفاً لسوء الفهم والإهانات والآلام التى تكمل النفوس. ولأن قديستنا كانت قد تهذبت فى مدرسة المصلوب فقد كان احتمالها وصبرها أكبر من العقبات بل كان باستطاعتها تعزية من حولها وتخفيف آلامهم الروحية والجسدية والمعنوية، وكانت تشمل بذلك حتى المسيئات إليها من أخواتها في الدير.
ولأن الشيطان لا يرضى بخلاص النفس ويحاول إسقاطها فى الضعف فإنه نصب شِراكه لريتا وأوحىَ لها كثيراً أن الحياة الرهبانية لا تناسبها والأفضل أن تعود إلى العالم، فكانت تقاوم محاولاته لإحباطها بكل قوة، فبدأ يحاربها ضد العِفّة ويُكثر الإساءات من خلال أخوات الدير، فأسرعت إلى المجلدة وأجبرت عدوها على أن يهرب من أمامها خجلاً فكانت تجلد جسدها ثلاثة مرات نهاراً. وكانت دائماً تلبس مسحاً وثياباً خشِنة لتهذيب جسدها.