الأسبوع الأحمر في السويد… صرخة شرقيّة بأكثر من رسالة

من القدّاس الإلهيّ أمس في كنيسة مار أسيا الحكيم في سودرتيليه-السويد، بمناسبة الأسبوع الأحمر من القدّاس الإلهيّ أمس في كنيسة مار أسيا الحكيم في سودرتيليه-السويد، بمناسبة الأسبوع الأحمر | مصدر الصورة: الأب بول قس داود

بمبادرة شخصية من الكاهن السرياني الكاثوليكي في السويد الأب بول قس داود، أحيت كنيسة مار أسيا الحكيم في سودرتيليه-جنوب ستوكهولم أمس، قداسًا احتفاليًّا بمناسبة الأسبوع الأحمر (18-24 نوفمبر/تشرين الثاني). ويهدف هذا الحدث السنوي إلى تسليط الضوء على الاضطهاد الذي يواجهه المسيحيون في جميع أنحاء العالم، والحق الأساسي في الحرية الدينية.

وفي حديث إلى «آسي مينا»، رأى الأب داود أنّ للحدث أربع رسائل يجب إيصالها من خلاله: «أولًا، رسالة إلى العالم الذي يعتقد أنّ اضطهاد المسيحيين كان محصورًا في العصور القديمة والوسطى وقد انتهى اليوم. هناك من يستغرب قتل المسيحيين في زمننا من أجل إيمانهم، خصوصًا مع ارتفاع نسبة الإلحاد في أوروبا، وشعور كثيرين بأنّ المسيحية قد عفّاها الزمن».

وتابع: «الرسالة الثانية هي للأشخاص المضطهَدين كي يعرفوا أنّ هناك من يتضامن معهم. عندما كنت أخدم في مدينة حلب السورية في زمن الحرب، كان يحزّ في نفوس المسيحيين عدم شعور العالم الخارجي بهم. وبالفعل كانت الصعوبات حينها جمة، منها ما يتعلق بخدّام الكنيسة ومسؤوليها من العلمانيين الذين كانوا يعانون كي يؤدّوا رسالتهم تحت القصف والقذائف».

وأكمل: «الرسالة الثالثة موجَّهة إلينا، نحن مسيحيي المهجر؛ فهناك ضرورة توجب علينا التضامن الروحي مع مسيحيي الشرق والصلاة من أجلهم ومساندتهم. أما الرسالة الأخيرة فهي في الحقيقة موجّهة مباشرة إلى المضطهِدين، لنقول لهم إنّ هناك من يعرف جرائمهم وسيظل يُخبر عنها، وإن كانت العدالة البشرية لم تأخذ مجراها في حقهم، فبكل تأكيد العدالة الإلهية ستحاسبهم».

وكشف داود أنّ فكرة الأسبوع الأحمر ليست معروفة عند غالبية المسيحيين الشرقيين في السويد. لذا ركَّز هدفه على شرحها في عظة القداس، مع عرضٍ ضوئيّ يصوّر الصليب على خلفية حمراء مع أغصان الزيتون، وتبرز بعض المعالم الأثرية التي لوِّنت بذاك اللون في أعوام سابقة.

وختم داود: «يوم أمس كان "أحد بشارة زكريا" بحسب الطقس السرياني. وأوضحتُ في العظة التشابه بين حالة زكريا الذي كان يعتبر نفسه مهمّشًا وليس بإمكانه إنجاب الأطفال، والمسيحي المضطهَد الذي من المحتمل أنّه يعيش الشعور نفسه».

تجدر الإشارة إلى أنّ لطائفة السريان كاثوليك في السويد خمسة كهنة يخدمون عشر إرساليات تضم أكثر من ألفي عائلة. وبالتالي تُعدّ من أكبر التجمعات السريانية الكاثوليكية في القارة الأوروبية، ومن أكثرها نهوضًا ونموًا: كمًّا (في معدل الولادات)، ونوعًا (في التحصيل العلمي والعمل والخدمة الكنسية).

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته