" ودنا منها يسوع ، وأخذ يسير معهما " ( لو 24 : 15 )
يأتى احتفالنا هذا وسط أحداث عالمية : الحروب والأوبئة وتدهورالأقتصاد. وأحداث كنسية :- خبرة السينودسية التى تعيشها الكنيسة الكاثوليكية ، تحضيراً لسينودس الأساقفة سنة 2023 ، أي " السير معاً " كشركة و مشاركة ورسالة، وأيضا وسط ظروف عائلية وشخصية.
ما أشبه حياتنا بحياة تلميذي عمواس اللذين التقى بهما يسوع القائم و أخذ يسير معهما ، أحداث مؤلمة و أخرى مفرحة فيها نختبر المسيح حياَ.
أتامل معكم انطلاقاً من لقاء المسيح القائم بتلميذى عمواس الوارد في انجيل القديس لوقا. يتحدث التلميذان بشأن ما حدث ليسوع من الألام و الموت ، و كم خاب رجاؤهما في امكانية تدخل الله . " كنا نرجو ....." ( لو 24 : 21 )
الشركة: "ودنا منهما يسوع " يسوع يقترب منهما و يسمع ما في قلبيهما ، و كيف فهما الأحداث المتعلقة به . فموقف الرب هو من يصغي الينا حتى حين نظن أنه لا يردّ وسط الألام، و فى وقت احساسنا و شعورنا بغيابه يكون هو بجوارنا ، يمشى معنا و يقترب منا ، يسوع الحي يسير معنا و يرافقنا . و يصير هو طريقنا " أنا هو الطريق " ( يو 14 : 6 )
مشاركة : " أخذ يسير معهما ". يسوع يلتقى بنا على طريقنا و يعيش معنا خبرة السير معاّ، يتبنى خبرتنا ويشاركنا حياتنا و يبدأ يدخلنا فى مسيرة الفصح من خلال كلمته الحية التى تلهب قلوبنا كما عبر التلميذان بقولهما " أما كان قلبنا يحترق في صدرنا ، حين حدثنا في الطريق وشرح لنا الكتب المقدسة " وتجدد فينا الرجاء و تحقق فينا القيامة و خبرة كيف أن المسيح
" حىّ فىّ " كما يقول لنا بولس الرسول غلاطيه ( 2 : 20 )
لم يغيّر يسوع الأحداث و لا الظروف بل حوّل التلمذين : من عيون مقفلة عمياء إلى عيون مستنيرة من الجهل الى المعرفة بالأختبار، من الشك الى الايمان ، من اليأس والأحباط الى الرجاء والانطلاقة . فمهما كانت الأحداث و الظروف فهى لا تمنع خبرتنا بأن الرب حي، وإنما هى فرصة كي نعلن أنه حي و نحن به نحيا و نتحرك و نوجد .
التجربة كبيرة أن نفكر فى القيامة و كأنها مجرد حقيقة لا هوتية نظرية بعيدة عنا.
إن نص تلميذي عمواس هو احتفال ليترجي ، فيه يستقبلنا يسوع بما نحن عليه و يجدد قلوبنا بكلمته و يعرفنا بنفسه بأن يكسر الخبز معنا. فكل مرة نتقاسم كلمة الله معاّ ، يكشف المسيح لنا بروحه عن نفسه ، ويطهّر قلوبنا ويجددها . كل عائلة تجتمع حول كلمة الله يعمل فيها الروح القدس لتعيش خبرة لقاء بالمسيح الحي . لا يزال المسيح يقترب منا و يصغى الينا، ويعلن لنا أنه حي ويعدّ قلوبنا من خلال خبرة معايشة الكلمة و كسر الخبز التى نعيشها فى كل قداس.
كم من مرة تقدم فيها إلي التناول دون استعداد!؟
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
ودون أن نعيش خبرة حقيقية مع المسيح القائم؟
السينودس هو شركة ومشاركة من أجل رسالة.
رسالة : كيف نكون على مثال تلميذي عمواس، نعيش خبرة لقاء بالمسيح الحي ؟ فننطلق للبشارة بها. فكم من أحداث عديدة لم نضعها بعد على نور كلمة الله و نور المسيح الحي ! دعوة إلي كل شخص مرً بخبرة مؤلمة اختبر فيها صمت الله ، إلى أن يقرأها على نورالمسيح القائم، الذي يقاسمه هذه الخبرة. المسيح يحررنا من الخطيئة بموته المحي و بقيامته يفتح لنا المدخل الي حياة جديدة .
( ت م ك ك 654 )
هكذا فكما أدخل يسوع تلميذي عمواس يدخلنا نحن أيضاً فى شركة جديدة معه ، بها ننتصروننضم الى شهود القيامة و الرجاء و نحمل إلى اخوتنا و عائلاتنا و جماعاتنا و مجتمعنا رسالة فرح ورجاء بلقاء الرب القائم .
لنرفع صلاتنا متحدين مع قداسة البابا فرنسيس و سائر اخوتنا البطاركة و الأساقفة و كل المحتفلين بعيد القيامة ، داعين أن يبسط القائم من بين الأموات سلامه على عالمنا المثقل بالحروب والمعاناة، و يعمق الرجاء فى قلوب البشر جميعاً.