الأخت ربيعة جوزف مطران: التسامح أفضل أشكال الحبّ

الأخت ربيعة جوزف مطران الأخت ربيعة جوزف مطران | مصدر الصورة: الأخت ربيعة جوزف مطران

يحلّ اليوم العالميّ للتسامح في 16 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. وفي هذه المناسبة، تطلّ عبر «آسي مينا» الأخت ربيعة جوزف مطران، من الراهبات الباسيليّات الشويريّات، لتُخبرنا عن مفهوم التسامح انطلاقًا من الكتاب المقدّس، وكيفيّة بلوغه في حياتنا. والأخت ربيعة متخصّصة في الليتورجيا في جامعة الروح القدس-الكسليك، لبنان. حازت أيضًا دبلومًا في تنشئة المُنشئين من جامعة الأنطونيّة. وهي تُدرّس مادة الليتورجيا في معهد سيّدة الحماية، سنّ الفيل. درست الموسيقى البيزنطيّة والأوروبيّة، وفي رصيدها أسطوانتان، إحداهما أناشيد للعذراء خاصّة بالطقس البيزنطيّ.

تنطلق مطران: «عندما نلفظ عبارة التسامح، يتبادر إلى أذهاننا سرّ التوبة أو المصالحة، وهو من أسرار الكنيسة السبعة. وكلمة التوبة تعني التغيُّر والأسف والندم... وهذه المعاني تقود الإنسان ليأخذ مقصَدًا لحياته، يتعهّد من خلاله بعدم الرجوع إلى الخطأ عينه».

وتُخْبِرُ: «أعطى المسيح كثيرًا من الأمثلة حول المغفرة للتائبين أي مسامحتهم؛ منها: مثل الابن الشاطر ( لو 15: 11-32)، والزانية التي برَّرها ( يو 8: 11)، وزكّا العشّار حين قال له الربّ اليوم سأكون في بيتك (لو 19: 9، 10)، وحين صفح عن بطرس لحظة نكره ثلاث مرّات (يو 21: 15-17)، وأخيرًا حين غفر إلى اللص اليمين قائلًا له: "اليوم ستكون معي في الفردوس" ( لو 23: 43)».

وتُضيف مطران: «من هنا نجد أنّ التسامح هو أفضل أشكال الحبّ التي تجلّت في الكتاب المقدّس منذ بدء الخليقة؛ فحين خلق الربّ الإنسان ميّزه عن سائر المخلوقات، معبّرًا له عن مقدار الحبّ الذي خصّه به، وصولًا إلى صلبه. فرأينا كيف غفر لصالبيه».

وتكشِفُ: «إنّ الاعتذار من الآخر يتطلّب التمتُّع بشخصيّة جريئة. وكذلك الشخص الذي عليه أن يسامح الآخر يجب أن يتميّز بشخصيّته القويّة، لذا نجد الربّ يسوع الشخصيّة الأقوى في الكتاب المقدّس إذ أحبّنا وسامحنا بلا حدود». وتواصل حديثها: «كيف نحيا التسامح بالقول والفعل؟ أوّلًا يجب أن تكون قلوبنا مليئة بالحبّ، لأنّ قمة التسامح تتجلّى في معرفة كيفيّة عيشنا للحبّ، فنحترم الآخر ونعلّمه كيف يحترمنا».

الأخت ربيعة جوزف مطران. مصدر الصورة: الأخت ربيعة جوزف مطران
الأخت ربيعة جوزف مطران. مصدر الصورة: الأخت ربيعة جوزف مطران

دعوة إلى التسامح

تؤكّدُ مطران: «يُشكّلُ اليوم العالميّ للتسامح دعوة لنا، كي نحارب التعصّب والانغلاق والكراهية، ونعمل للمشاركة في ثقافة الآخرين. وهكذا نبلغ نعمة الله التي أوصانا بها، لنتميّز من خلالها عن سائر المخلوقات». وتردِفُ: «تبرز هذه النعمة عندما نَنْفتحُ على الآخر بابتسامتنا وفرحنا وعدم مبادلة الشرّ بالشرّ، والشعور بالكراهية. فتبلغ الشعوب المنفتحة حينئذٍ التسامح من خلال إغناء بعضها بعضًا بثقافاتها وقيمها وحضاراتها واحترامها المتبادل».

وتَختِم مطران: «قرأتُ شعارًا أثّر بي: "سامح أنت الرابح، سامح، اصفح واغفر، واعفُ حينها قدرك سيعلو، وقلبك سيصفو». هذه المعاني كلّها تجسّد التسامح، لذا فلنثق بقوّة الربّ يسوع ولنصلِّ ونصغِ ونحبّ ونسامح الآخر الذي هو أخ لنا بنعمة الآب والابن والروح القدس».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته