بيروت, السبت 16 نوفمبر، 2024
يحلّ اليوم العالميّ للتسامح في 16 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. وفي هذه المناسبة، تطلّ عبر «آسي مينا» الأخت ربيعة جوزف مطران، من الراهبات الباسيليّات الشويريّات، لتُخبرنا عن مفهوم التسامح انطلاقًا من الكتاب المقدّس، وكيفيّة بلوغه في حياتنا. والأخت ربيعة متخصّصة في الليتورجيا في جامعة الروح القدس-الكسليك، لبنان. حازت أيضًا دبلومًا في تنشئة المُنشئين من جامعة الأنطونيّة. وهي تُدرّس مادة الليتورجيا في معهد سيّدة الحماية، سنّ الفيل. درست الموسيقى البيزنطيّة والأوروبيّة، وفي رصيدها أسطوانتان، إحداهما أناشيد للعذراء خاصّة بالطقس البيزنطيّ.
تنطلق مطران: «عندما نلفظ عبارة التسامح، يتبادر إلى أذهاننا سرّ التوبة أو المصالحة، وهو من أسرار الكنيسة السبعة. وكلمة التوبة تعني التغيُّر والأسف والندم... وهذه المعاني تقود الإنسان ليأخذ مقصَدًا لحياته، يتعهّد من خلاله بعدم الرجوع إلى الخطأ عينه».
وتُخْبِرُ: «أعطى المسيح كثيرًا من الأمثلة حول المغفرة للتائبين أي مسامحتهم؛ منها: مثل الابن الشاطر ( لو 15: 11-32)، والزانية التي برَّرها ( يو 8: 11)، وزكّا العشّار حين قال له الربّ اليوم سأكون في بيتك (لو 19: 9، 10)، وحين صفح عن بطرس لحظة نكره ثلاث مرّات (يو 21: 15-17)، وأخيرًا حين غفر إلى اللص اليمين قائلًا له: "اليوم ستكون معي في الفردوس" ( لو 23: 43)».
وتُضيف مطران: «من هنا نجد أنّ التسامح هو أفضل أشكال الحبّ التي تجلّت في الكتاب المقدّس منذ بدء الخليقة؛ فحين خلق الربّ الإنسان ميّزه عن سائر المخلوقات، معبّرًا له عن مقدار الحبّ الذي خصّه به، وصولًا إلى صلبه. فرأينا كيف غفر لصالبيه».