بيروت, الجمعة 15 نوفمبر، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار الشهداء غوريا وصامونا وحبيب الشمّاس في 15 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام.
ينتمي القدّيسون الثلاثة إلى مدينة الرها. وقد تميّز غوريا وصامونا بالأخلاق الحسنة وأسمى الفضائل. كانت كلمتهما مسموعة في محيطهما. فاستطاعا حضّ المؤمنين على الثبات بمحبّة المسيح واحتمال الاضطهاد. ألقى حاكم الرها القبض عليهما، وبدأ يحاول إقناعهما بأن يكفرا بالمسيح ويقدّما السجود للأوثان، لكنّهما قالا له بكلّ جرأة: «حاشا لنا أن نعبُد آلهة من صنع البشر».
حينئذٍ، غضِبَ الحاكم وأصدر أوامره بتعذيبهما بأبشع الوسائل من دون رحمة. وضعهما في سجن مظلم حيث عرفا طعم الجلد العنيف، ورُبط جسداهما بالحبال وعلِّقا في الفضاء. ومن ثمّ طرحهما في حفرة عميقة ليموتا جوعًا. بقي غوريا وصامونا وسط جميع تلك الآلام صابرَين يصلِّيان ويشكران الله. وحين شعر الحاكم بأنّ في إطالة عذابهما تشجيعًا للآخر، أمر بقطع رأسيهما، وهكذا فازا بإكليل النصر عام 304. وقد صنع الربّ يسوع من خلالهما معجزات عدّة.
أمّا حبيب الشماس، فقبض عليه جنود الحاكم بينما كان يعلّم ويعظ ويبشّر بكلمة المسيح بكلّ جرأة. ومن ثمّ جلدوه بأمشاط من حديد حتّى تمزَّق جسده وسال دمه أرضًا، وهو صابر على وجعه بقوّة المسيح، ولا تفارق الابتسامة ثغره. عندئذٍ قال له الحاكم: «أراك تتلذَّذ بهذه الآلام»؟، فأجابه: «نعم، لا ألذَّ عندي من العذاب والموت لأنَّ لي فيهما حياة أبديّة». فأمر الوالي بأن يُحرَق وهو على قيد الحياة. لم يخف حبيب الشماس البتّة، بل ودَّع أمَّه وأصدقاءه، وألقى بنفسه في النار بكلّ شجاعة. وهكذا احترق، وانتقل إلى معانقة فرح الحياة الأبديّة، بجوار الشهيدين غوريا وصامونا عام 322.