الشاعرة ربى سابا حبيب: الله يسكن كلماتي

الشاعرة والأديبة ربى سابا حبيب الشاعرة والأديبة ربى سابا حبيب | مصدر الصورة: ربى سابا حبيب

ربى سابا حبيب، هي شاعرة وأديبة لبنانيّة فرنكوفونيّة. استطاعت من خلال كلماتها الدافئة أن تخترق الأعماق الإنسانيّة وسط تناقضاتها المختلفة، فخاطبتها وبلسمت جراحها وقلقها. وعلى الرغم من النجاحات التي حصدتها في فرنسا، لم تتمكّن الغربة من إسكات حنينها إلى أرضها الأمّ، فظلّت روحها ترفرف فيها. من مؤلّفاتها: «الضوء السجين» أو «الغربة العائدة»، و«عبق الأمكنة» أو «تلك الكنوز». تطلّ اليوم عبر «آسي مينا» لتشاركنا اختبارها الحيّ النابض بذكر الله الذي لم يفارقها أبدًا وسط غربتها وآلامها وكفاحها من أجل البقاء.

تنطلق حبيب: «الربّ هو رفيقي في كلّ حين، فهو يساعدني في تدبير أموري وفي حماية أولادي. ذكرُ الله لا يفارقني أبدًا، فهو يسكن كلماتي وشعري». وتُضيفُ: «في إحدى المرّات، سُئلْتُ: هل أنت مؤمنة؟ فأجَبْتُ: إنّ رابعة العدويّة التي تُعدّ أهمّ متصوّفة في الإسلام قالتْ: "إن عبدتك رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن عبدتك رغبة فتلك عبادة التجّار، أمّا أنا فأعبدك لذاتك"... وأنا سأتخطّاها وأقول: أعبده رهبة كي يظلّ أولادي بصحّة جيّدة. فهل هناك أمّ لا تهاب الله؟!».

الشاعرة والأديبة ربى سابا حبيب. مصدر الصورة: ربى سابا حبيب
الشاعرة والأديبة ربى سابا حبيب. مصدر الصورة: ربى سابا حبيب

امرأة التحدّيات

تكشِفُ حبيب: «منذ ناقشتُ أطروحة الدكتوراه وأنا أُعرف بامرأة التحدّيات. اختبرتُ في فرنسا ثلاثين سنة من الكفاح العظيم، فحين خسرتُ شريك حياتي وأنا في ريعان الشباب، كنتُ يومها أمًّا لثلاثة أولاد؛ كان الله معي، ولم يتركني أبدًا، فاستطعتُ مواجهة الدهر بكلّ عنفوان ومن دون استسلام». وتواصل حديثها: «كما ناضلْتُ في الغربة لأجل لبنان وحقوق المرأة ومن أجل اللغة والحضارة. اليوم، أصبح العالم بلا قلب وضمير في ظلّ ما نشهده من معاناة على أرضنا، ولكن في النهاية ليس لنا سوى أرضنا. ولبنان عرف عبر تاريخه الحروب، ولكنّه سيقوم حتمًا إنّما بخريطة مختلفة وشكل جديد».

الشاعرة والأديبة ربى سابا حبيب. مصدر الصورة: ربى سابا حبيب
الشاعرة والأديبة ربى سابا حبيب. مصدر الصورة: ربى سابا حبيب

أحبّ رمز الصليب

تُخْبِرُ حبيب: «في كلّ يوم جديد، أشكر الله وأرسم إشارة الصليب؛ فأنا أحبّ كثيرًا رمز الصليب، إذ لم يتمكّن أيّ دين أو عقيدة ولا حتّى أيّ أسطورة من تخطّيه. إنّ المسيح من خلال صليبه أعطانا أمثولة ودرسًا للحياة بكاملها، إذ كان بإمكانه أن يرفض هذه التجربة لأنّه ابن الله، لكن لأجلنا عرفها كلّها». وتختِمُ: «إنّ الصليب هو الإرث الذي أعطانا إيّاه الربّ يسوع، فمن أعلى صليبه ووسط آلامه وجراحه كان متفائلًا، وقد وعدنا بالقيامة وبأنَّنا سنعود ونلتقي به من جديد».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته