بيروت, الأربعاء 13 نوفمبر، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس يوحنا فم الذهب في تواريخ مختلفة، منها 13 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هو قدّيس الشجاعة في قول الحقيقة والدفاع عن الإنجيل ونصرة المظلوم.
أبصر يوحنا النور في القرن الرابع في مدينة أنطاكيا، وترعرع وسط عائلة وثنيّة. كان أبوه قائدًا في الجيش الرومانيّ، أمّا أمّه فأصبحت أرملة وهي في ريعان الصبا. ومن ثمّ اعتنقت الديانة المسيحيّة، وربّت ابنها على أسس الإيمان القويم. وبعدها أخذ يوحنا يتعمّق في دراسة الكتاب المقدّس وتعاليمه السامية. وحين ماتت أمّه، زهِد بالدنيا، وكرّس ذاته للصلاة والعبادة والتأمّل والعمل اليدويّ، فضلًا عن تأليف الكتب.
بعدئذٍ، رسمه البطريرك فلافيانوس كاهنًا. تميّز بوعظه حتّى لُقَّب بـ«ذهبيّ الفم» لجودة كلامه. ولمّا مات بطريرك القسطنطينيّة انْتُخِبَ بطريركًا مكانه. اشتهر بمحبّته للفقراء، فبنى لهم الملاجئ والمياتم. وكان رجلًا شجاعًا لا يهاب قول الحقيقة والدفاع عن الإنجيل ونُصرة المظلوم.
وحين اغتصبت الملكة أفدوكيا كرمًا لأرملة، منعها من دخول الكنيسة. حينها، تآمرت مع تاوافليوس بطريرك الإسكندريّة عليه، فعقد مع بعض الأساقفة مجمعًا وقرَّروا عزل يوحنّا عن كرسيه. لكنّ هذا الواقع لم يستمرّ أكثر من ليلة واحدة، لأنّ الشعب انتفض وتجمهر حول القصر الملكيّ طالبًا بطريركه. اضطربت الملكة وأسرعت إلى زوجها وسألته أن يعيد القدّيس من منفاه. وما إن أبصر الشعب راعيه تحوّل حزنه إلى فرح وتسبيح.