أوتاوا, الثلاثاء 12 نوفمبر، 2024
تتواصل جلجثة لبنان مع الحرب، ومعها تتواصل آلام الصامدين في وطنهم والبعيدين عنه. بقلقٍ كبير وصلوات كثيرة ودعم متشعّب يواكب المغتربون أوضاع بلدهم وأهلهم. عيونهم وقلوبهم هناك مهما طالت المسافات. صمتت الحياة ظرفيًّا في أجزاء واسعة من البلاد، لتنبض في شوارع كندا طوال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
للعام الثاني على التوالي، تحيي كندا شهر التراث اللبناني، وهو الشهر الذي يحتفل فيه لبنان بعيد استقلاله (22 منه). ففي يونيو/حزيران 2023، أقرّ البرلمان الكندي تسمية نوفمبر/تشرين الثاني «شهر التراث اللبناني». وقد نبع هذا القرار من مشروع قانون دعمته النائبة (من أصل لبناني) في مجلس العموم الفدرالي لينا متلج دياب وساندها في ذلك نوابٌ آخرون من أصول لبنانيّة.
وهذا العام يحتفل اللبنانيون المنتشرون في مدن كندية عدّة بتراث بلدهم بإيقاع مختلف. إيقاع ينطوي على مزيج متناقض من الألم والأمل. مزيج من الفخر بتراث وطن الآباء والأجداد، والقلق على وطن الآباء والأجداد. مزيج من الفرح برفع العلم اللبناني في أرجاء كندا، والخوف على مصير الأحبّة الغارقين في ظلمة حربٍ بلا أفق.