أربيل, السبت 9 نوفمبر، 2024
قد يشعر كثيرون من المؤمنين بأنّ فوضى عالمنا المعاصر تسبّبت في تداخل مفاهيم كثيرة وأنتجت شغبًا من التساؤلات حول ما يصحّ وما لا يصحّ، بل دفعت أيضًا بعضهم إلى البحث عن مبرّرات لما يرونه صحيحًا من وجهة نظرهم، بشكلٍ قد يخالف تعليم الكنيسة.
وفي ظلّ فوضى التداخلات، قد تتداخل أيضًا مصادر الأموال التي يكسبها بعضهم. فيلحّ هنا التساؤل: «هل نقع في الخطيئة حين نقبل هديّة من شخصٍ نشكّ في مشروعيّة مصدر كسبه أمواله؟».
يجيب الأب بول ربّان، الكاهن الكلدانيّ المتقاعد في السويد عن هذه التساؤلات في حديثه إلى «آسي مينا». ويوضح أنّ بعضهم يسعى إلى تبرير نفسه إزاء هذا الشكّ، مفسِّرًا أنّ بعض الأموال إن كان غير مشروع المصدر، فبعضه الآخر مشروع. ويُرجِع ما قَبِل أن يأخذه إلى الجزء المشروع.
ويفسّر ربّان أنّ تداخل الأموال في محفظةٍ واحدة يصعِّب الفصل بين المشروع منها وغير المشروع، مبطِلًا التفسير السابق. واستطرد: «إذا كان المال مفروزًا حقًّا، فمن يضمن لك أنّ ما قبِلْته كان من الجزء المشروع؟ أم أنّك تبحث عمّا يزكّيك لتحتفظ بما تعلّق قلبك به؟ وهل تساءلت إن كانت الهدايا والعطايا مجرّد تعبيرٍ عن المحبّة أم فيها شبهة غسيل أموال؟».