البابا فرنسيس: اطلبوا الروح القدس وصلّوا بحرّية

البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: جوليا كاسّيل/آسي مينا

أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّنا نصلّي لتلقّي الروح القدس، وإن تلقّيناه نتمكّن من الدعاء حقًّا كأبناء لله وليس كعبيد. وطلب من الحاضرين في خلال المقابلة العامة الأسبوعيّة التي احتضنتها ساحة القديس بطرس-الفاتيكان أن يصلّوا بحرّية، وألّا يفرضوا على ذواتهم أمورًا يجب تلاوتها.

تابع الأب الأقدس سلسلة تعاليمه عن «الروح والعروس. الروح القدس يقود شعب الله للقاء رجائنا، يسوع». وتوقّف على موضوع: «الروح يشفع لنا. الروح القدس والصلاة المسيحيّة» (روما 8: 26-27) أمام حجّاج من جميع أنحاء إيطاليا والعالم.

العاطي والمُعطى

شرح الحبر الأعظم أنّ عمل الروح المُقدِّس يكون بالصلاة وليس فحسب عبر كلمة الله والأسرار. فالروح فاعل الصلاة المسيحيّة والمفعول به، هو العاطي والمُعطى. وفسّر أنّه يجب الدعاء أوّلًا لتلقّي الروح القدس.

وأضاف فرنسيس أنّ العهد الجديد يتحدّث عن حلول الروح في خلال الدعاء كما نزل على يسوع عند نهر الأردن بينما كان يصلّي (لوقا 3: 21) وفي العنصرة بينما كان التلاميذ يدعون. وزاد البابا أنّ هذه «السلطة» الوحيدة التي نملكها على روح الله. وهو ما تفعله الكنيسة في القدّاس بشكل خاصّ لحلول الروح من أجل تكريس الخبز والخمر جسد المسيح ودمه.

الآتي إلى نجدة ضعفنا

انطلاقًا من رسالة القديس بولس إلى أهل روما، تابع الأب الأقدس أنّ الروح يشفع للقدّيسين بحسب مشروع الله. وتوقّف على قول يسوع في إنجيل متّى: «اطلبوا أوّلًا ملكوت الله وجميع تلك الأشياء تزاد لكم» (متّى 6: 33).

وأشار إلى أنّ الروح القدس يأتي إلى نجدة ضعفنا ويشهد بأنّنا أبناء الله ويضع على شفتينا صرخة: «أبّا! يا أبتِ!». ورأى البابا أنّ الصلاة المسيحيّة ليست كلامًا بيننا وبين الله عبر طرفَي خطّ الهاتف، بل هي الله المصلّي فينا.

المدافع وليس المتّهم

زاد الأب الأقدس أنّ الروح القدس يظهر كبارقليط في وقت الدعاء، أي كمحامٍ ومدافعٍ. لأنّه لا يتّهمنا أمام الآب بل يدافع عنّا، وإن أقْنَعَنا بأنّنا خطأة، يفعل ذلك ليمكّننا من تذوّق فرح رحمة الآب لا ليدمّرنا عبر الإحساس بالذنب، على حدّ تعبير البابا. وزاد فرنسيس قول رسالة يوحنّا الأولى: إن وبّخنا قلبنا، فذلك ليذكّرنا بأنّ الله أكبر من قلبنا (3: 20).

وفي الختام، توقّف فرنسيس على ما يعلّمنا إياه الروح من شفاعة لأجل الآخرين، معتبرًا إيّاه دعاءً محبوبًا عند الله، لأنّه مجّاني وغير ساعٍ وراء المصلحة الشخصيّة. واقتبس من القدّيس أمبروسيوس: «إذا صلّى كلّ فرد من أجل الجميع، يصلّي عندها الجميع من أجل كلّ فرد».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته