رسالة من المونسنيور عصام أبي خليل إلى اللبنانيّين: لا تفقدوا الأمل

المونسنيور عصام أبي خليل المونسنيور عصام أبي خليل | مصدر الصورة: حركة الشبيبة في أبرشيّة سيّدة لبنان-باريس

المونسنيور عصام أبي خليل، هو وكيل بطريركيّ، ومُدبّر شؤون كاتدرائيّة «سيّدة لبنان» ومدير بيت الطالب في باريس، فرنسا. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُخبرنا عن اختباره الحيّ المتوّج بضياء المسيح وكلمته المقدّسة.

ينطلق أبي خليل: «يختلف الاختبار الراعويّ في الغربة عمّا هو عليه في الأرض الأمّ. ففي لبنان يكون قائمًا على التقاليد والعادات في القرى، أم في الغربة فنشعر بأنَّنا في حاجة إلى ملجأ وإلى الشعور بالطمأنينة، لذا تحلّ الكنيسة محلّ العائلة والتاريخ، وتصبح مكانًا للقاء».

ويكشِفُ: «إنّ التحدّيات اليوميّة التي يواجهها كهنة الرعايا موجودة في كلّ مكان، لكن في بعض الأحيان وبسبب الظروف الاستثنائيّة، تتخطّى قدراتنا. ويبرز هذا الواقع عندما يقصدني أشخاص كي أبحث لهم عن حلول لبعض المشكلات المرتبطة بتأمين مسكن، أو بأوراقهم، أو بإيجاد فرص عمل لهم...». ويردف: «عندما تكثر الهجرة من الوطن الأمّ إلى فرنسا، يتجاوز دور الكاهن فكرة العمل الراعويّ ليتمحور حول الخدمات، بخاصّة في ظلّ غياب المؤسّسات العاملة على الأرض».

المونسنيور عصام أبي خليل. مصدر الصورة: أبرشيّة سيّدة لبنان-باريس
المونسنيور عصام أبي خليل. مصدر الصورة: أبرشيّة سيّدة لبنان-باريس

الله فاحص القلوب والكلى

يُخبِرُ أبي خليل: «في كلّ مرّة نحتفل بالذبيحة الإلهيّة في كاتدرائيّة "سيّدة لبنان"، نشهد حضورًا كثيفًا يلامس الألف شخص. أمّا من يحضر للمشاركة بدافع الإيمان الحقّ، فهذا الأمر وحده الله يعلمه، هو فاحص القلوب والكلى». ويواصل: «الإيمان لا يقاس بنسبة الحضور إلى الكنيسة، بل بنوعيّته. بعض الكنائس في أوروبا، حتّى ولو كانت تشهد حضورًا خجولًا، يتحلّى مؤمنوها بالإيمان؛ ففي لبنان، هناك أشخاص يشاركون في القدّاس، نراهم يتقدّمون من المناولة وهم على خلاف مع أحد أفراد أسرتهم حتّى الدم. هنا في فرنسا، متى كان أحدهم على خلاف مع أحد، لا يقترب من المناولة إلّا بعد الاعتراف وطلب المغفرة».

لا شفيع لنا إلّا يسوع المسيح

يضيف أبي خليل: «تُعلّمنا الكنيسة الكاثوليكيّة لاهوتيًّا أن لا شفيع لنا تحت السماء وفوقها إلّا يسوع المسيح؛ فشفاعة العذراء مريم والقدّيسين هي شفاعة ثانويّة كي نتعلّم منهم كيف نصلّي ونلتقي يسوع المسيح». ويردِفُ: «أمّا على المستوى العاطفي بالنسبة إلينا نحن الشرقيّين، لبنانيّين وكهنة، فمريم العذراء هي القدوة والمثال، وهي من نلتجئ إلى أمومتها وحنانها ومحبّتها. كما هناك قدّيسون كثيرون يؤثّرون في حياتنا؛ على المستوى الشخصيّ، أحبّ كثيرًا مار فرنسيس الأسيزي. ومن ثمّ لا يمكن لأيّ لبنانيّ إلّا أن يقول: مار شربل».

ويتابع: «رسالتي إلى اللبنانيّين في هذه الظروف القاسية: عليكم ألّا تفقدوا الأمل، فالله من قلب الرماد والدمار يعطي الحياة، ونحن نؤمن بأنّ بعد الموت قيامة. وفي النهاية، سينتصر الخير، والكلمة الأخيرة ستكون له، وليس للشرّ ولو بعد وقت».

ختامًا، يشكر المونسنيور أبي خليل ربّه قائلًا: «أشكر الله على نعمة الحياة والكهنوت، وأشكره على السلام الداخليّ الذي يغمرني به، فمن دونه لا يمكنني أن أفعل شيئًا. تعلّمتُ أن أشكره من خلال اختباري الحيّ والجديد في باريس، على الأشخاص الذين يعطونني الإيمان والقوّة، في أحيان كثيرة أكثر ممّا أنا أُعطيهم».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته