لوتشي... شخصيّة كرتونيّة فاتيكانيّة تجتاح الإنترنت

لوتشي وأصدقاؤها لوتشي وأصدقاؤها | مصدر الصورة: سيموني لينيو/توكيدوكي/فاتيكان ميديا

بعد إطلاق الفاتيكان شخصيّة كرتونيّة، سُمّيت لوتشي، وجهًا مشعًّا للكنيسة الكاثوليكيّة في سنة يوبيل 2025، اجتاحت الشخصّية الإنترنت ووسائل الإعلام. فمن هي لوتشي؟ وإلامَ ترمز؟

ترتدي لوتشي، ويعني اسمها النور بالإيطاليّة، معطفًا أصفر يرمز إلى عَلَم الفاتيكان ومَسِيرة حياتيّة عبر العواصف. يشير حذاؤها الملطّخ بالطين إلى رحلة طويلة وشاقة، وعصاها إلى الحج نحو الأبديّة. وحول عنقها مسبحة تدلّ على حياتها المصلّية.

ترافق الشخصيّة الكرتونيّة كائنات رمزيّة، من بينها كلبها سانتينو وحمامة تُدعى أورا (النسيم بالإيطالية).

كما يحيط بها ملاك حارس يُدعى يوبي (تصغير لكلمة يوبيل). ولدى لوتشي أصدقاء كثيرون، أبرزهم: فِي (الإيمان بالإسبانية)، وشين (الحقيقة باليابانية)، وسكاي (السماء بالإنكليزية).

من ابتكر لوتشي؟

لوتشي من ابتكار شركة توكيدوكي المختصّة بالمنتجات المستوحاة من الثقافة اليابانيّة، أسّسها الإيطالي سيموني ليغنو، رجل نشأ وسط عائلة كاثوليكيّة في مدينة روما. شاركت لوتشي هذا الأسبوع في مهرجان لوكا كوميكس أحد أبرز المهرجانات الإيطالية المخصصة لعالم القصص المصوّرة وألعاب الفيديو. وخصّصت دائرة التبشير الفاتيكانيّة جناحًا فيه لـلوتشي وأصدقائها. وتُعدّ هذه المشاركة الأولى رسميًّا لحاضرة الفاتيكان في مهرجان للقصص المصوّرة.

لوتشي في جناح اليوبيل بمهرجان لوكا للقصص المصوَّرة. مصدر الصورة: iubilaeum2025.va
لوتشي في جناح اليوبيل بمهرجان لوكا للقصص المصوَّرة. مصدر الصورة: iubilaeum2025.va

ووَصف المونسنيور رينو فيزيكيلا، المنظّم الرئيس لليوبيل، الشخصيّة الكرتونيّة بأنّها جزء من هدف الفاتيكان للتواصل مع «الثقافة الشعبيّة المحبوبة لدى شبابنا». واعتبر أنّها «ستسمح لنا بالتحدّث مع الأجيال الشابّة عن الرجاء، وهو موضوع أصبح مركزيًّا أكثر من أي وقت مضى في الرسالة التبشيرية».

لوتشي تكتسح الإنترنت

انتشرت شخصيّة لوتشي بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي ولاقت تفاعلًا واسعًا بين الكاثوليك وغير الكاثوليك. أبدى بعضهم إعجابه بالفكرة، بينما وجّه آخرون انتقادات للفكرة، إذ رأوا فيها ابتعادًا من الكنيسة عن تقاليدها، أو تبسيطًا للشؤون الكنسيّة. وأشار بعض المنتقدين إلى أنّ الشركة المصمّمة للشخصيّة سبق وعملت على أعمال فنّية قد تُفهَم على أنّها داعمة للمثليّة الجنسيّة.

ولكن بالنسبة إلى كثيرين، لوتشي فكرة لطيفة ومُبتَكَرة للتبشير. فالأنجلة تتطلّب لغة مختلفة في بعض الأحيان، وثقافة «الأنمي» تحظى بشعبيّة كبيرة في الدول الآسيويّة وتشكّل جزءًا من هويّتها.

وتداول الناس صورًا ومقاطع فيديو وأعمالًا فنية رقمية للشخصيّة الكرتونيّة، ما جعلها نجمة على مواقع التواصل في الأيّام القليلة الماضية. وقد شكّلت أيضًا إلهامًا لصنع عملة مشفرّة تحمل اسم لوتشي توكن تجاوزت قيمتها السوقيّة 50 مليون دولار. ومع اقتراب اليوبيل، يمكن أن تصبح لوتشي رمزًا بارزًا للعمل التبشيري في الكنيسة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته