بيروت, الأحد 3 نوفمبر، 2024
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس بسيماس الناسك في 3 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. قدّيس اختار العيش في صومعة، ناشدًا العبادة والتقوى والزهد حتّى الرمق الأخير.
القدّيس بسيماس الناسك، هو من جوار قورش، وقد عاصر القدّيس مارون وأسقفها العلّامة ثوادوريطس الذي دوّن سيرته في كتابه «في النسّاك»؛ فأخبر كيف أصغى بسيماس لنداء المسيح من كلّ قلبه وكيانه، وقرّر التخلّي عن مجد العالم وملذّاته، مكرّسًا ذاته له بكلّيتها وناشدًا حياة العبادة والنسك في صومعته بعيدًا من ضجيج الناس.
أمضى بسيماس ستين سنة من عمره في الصلاة والتقشّف والتأمّل والعمل اليدوي. وكان يتناول طعامه من نافذة، ولم يكن يأكل غير البقول. وفي الليل، كان يخرج ليشرب الماء من ينبوع قريب من صومعته. وقد صنع الربّ يسوع من خلاله كثيرًا من الآيات المقدّسة.
وفي أحد الأيّام، أتى أسقف أبرشيّة قورش لزيارة هذا الناسك القدّيس في صومعته، وعرض عليه أن يرسمه كاهنًا فاعتذر منه، لكنّ الأسقف ألحَّ عليه. عندئذٍ رضخ لأمر الطاعة، وهكذا ارتقى الدرجة الكهنوتيّة المقدّسة، إلّا أنّه لم يبقَ فيها أكثر من خمسين يومًا، إذ كشف له الربّ عن اقتراب ساعة موته. فعاش أيّامه بالتقوى، ناشرًا من حوله عطر المسيح. ثمّ رقد بعطر القداسة بعدما كتب وصيته ومفادها أن يُدفن بجانب صومعته، فكان له ذلك في أواسط القرن الخامس.