«نور الله حاضر معنا»… شهادة إيمان بين لبنان وكندا

نور الله حاضر معنا ونشعر به أينما كنّا في العالم نور الله حاضر معنا ونشعر به أينما كنّا في العالم | مصدر الصورة: KieferPix/Shutterstock

إيلي فارس، شابّ لبنانيّ مغترب يعيش في كندا. تخصَّص في الهندسة المعلوماتيّة، متزوّج وأب لولدين. نشأ على محبّة المسيح وتعاليمه، وكان في وطنه الأمّ عضوًا ملتزمًا في جماعة رسُل الكلمة التي تهتمّ بنشر الإنجيل. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ، وكيف يشهد من الاغتراب لإيمانه ولكلّ ما غرسته عائلته في تربة وجدانه من فضائل سامية، وكيف يسعى بدوره إلى تربية ولدَيه عليها.

ينطلق فارس: «أنا لبنانيّ الأصل وعربيّ ومسيحيّ شكلًا ومضمونًا، أحبّ أرضي الأمّ بلا شكّ ولكنّني هجرتها لأسباب عدّة، منها إيماني بأنّ الإنسان يمكنه أن يعيش أينما حلّ. منذ طفولتي، نشأت على المحبّة وقبول الآخر، وعرفتُ التنوّع الثقافيّ والحضاريّ والبيئيّ».

ويُضيفُ: «حين وصلتُ إلى كندا، لم يمت حبّي لهذا التنوّع، بل وجدتُ حضورًا له هنا. اليوم، لم أعد أفكّر بالأمس أو أحمل همّه، لكن أبحث باستمرار عن صوت جرس الكنيسة وصوت أحدهم يقول لي بلغتي: "الله معك، الله يدبّر، الله يبارك…"».

إيلي فارس وعائلته. مصدر الصورة: إيلي فارس
إيلي فارس وعائلته. مصدر الصورة: إيلي فارس

الثالوث الأقدس يرعاني

يؤكّد فارس: «عندما أواجه تحدّيًا اقتصاديًّا أقول بثقة: "الله يدبّر". وعندما أواجه مشكلة مع زوجتي، نرنّم معًا ترنيمة تجمعُنا. وعندما أواجه مشكلةً مع ابني وابنتي، أتخطّى الصعوبات بالصلاة معهما وبرعايتهما». ويواصل حديثه: «أومن بأنّ الثالوث الأقدس معي ويرعاني دائمًا وسط جميع التحدّيات، فأقول للربّ باستمرار: "لتكن مشيئتك"، وأحاول ألّا أنسى البتّة أنّنا أبناء الله».

بين لبنان وكندا

يكشف فارس: «حملتني اختباراتي الحيّة في بلاد الاغتراب إلى بلوغ قناعة مفادها أنّ نور الله حاضر معنا، ونشعر به أينما كنّا في العالم. وعندما أسمع جرس الكنيسة يقرع بصوت مرتفع أقول: "الله"».

ويردِفُ: «حين كنتُ أُشارك برياضات روحيّة صامتة في الجماعة التي كنتُ ملتزمًا بها في لبنان، كانت لديّ مشكلة مع الصمت لأنَّني أحتاج إلى سماع الحديث عن الله، المجد والقوّة، لكي أشعر برهبته وحضوره. أمّا اليوم في كندا فاختلف المشهد، إذ أحيا رياضة صامتة علّمتني كيف ألمس حضور الله في صمت العالم. فالإيمان أوّلًا قناعة، ومن ثمّ يترسّخ من خلال الكلمة والمحبّة والجماعة».

ويختم فارس: «أتوجّه بباقة شكر إلى الله في كلّ نهار ومساء وأرسم إشارة الصليب. بلاد الاغتراب لا تُخيفني لأنَّني نشأت على الإيمان الكبير بربّي، وهكذا أسعى إلى تربية ولدَيّ؛ فحبّة القمح كبرت وأعطت سنبلة، وأصلّي كي أتمكّن دائمًا من حملها. والأهمّ أن تظلّ تنحني لربّ الأرباب، وبقوّة يسوع المسيح سأكمل المسيرة معه».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته