أعلن البابا فرنسيس، انطلاقًا من رسائل القديس بولس، أنّ في سرّ التثبيت ننال عربون الروح القدس وباكورته. ودعا الأب الأقدس إلى إنفاق هذا العربون وتذوّق الباكورة وعدم دفن المواهب والوزنات تحت التراب.
تابع الحبر الأعظم سلسلة تعاليمه عن «الروح والعروس. الروح القدس يقود شعب الله للقاء رجائنا، يسوع» في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان صباح اليوم.
وتوقّف على موضوع: «أعطانا المسحة وطبع فينا الختم» متكلّمًا على الروح القدس في سرّ التثبيت.
وضع الأيدي في العهد الجديد
أمام حجّاج حضروا من جميع أنحاء العالم، تناول فرنسيس موضوع الروح القدس في حياة الكنيسة من خلال الأسرار. وأشار إلى أنّ عمل الروح المُقَدِّس يصل إلينا عبر قناتَيْن: كلمة الله والأسرار.
وفسّر الأب الأقدس أنّ رتبة وضع الأيدي مذكورة في العهد الجديد إلى جانب المعموديّة. وتهدف الرتبة إلى إعطاء نعمة الروح القدس كي يعمل بشكل مشابه لعمله في الرسل يوم العنصرة. وقال الحبر الأعظم إنّ سفر أعمال الرسل يذكّر بأهميّة حلول الروح على المعمّدين عبر كلامه على بطرس ويوحنّا المُرسَلَيْن إلى السامريّة للصلاة ووضع أيديهم على أشخاص قبلوا المعموديّة من أجل أن يحلّ عليهم الروح (أعمال 8: 14-17).
«الختم المَلَكي»
أشار الحبر الأعظم إلى أنّ القديس بولس يشدّد على المسحة في رسالته الثانية إلى أهل قورنتوس. وشرح فرنسيس أنّ الروح القدس هو «الختم المَلَكي» الذي يميّز به المسيح خرافه وأساس «الطابع الذي لا يُمحى» الممنوح في التثبيت.
واقتبس البابا من التعليم المسيحي للبالغين الصادر عن مجلس الأساقفة الإيطاليّ القول إنّ التثبيت لكلّ مؤمن ما كانت عليه العنصرة للكنيسة بأسرها. وأضاف أنّ التثبيت يعطي ملء عطايا الروح. واعتبر أنّ من المهمّ ألّا يتحوّل التثبيت إلى سرّ المسحة الأخيرة، أي لحظة رحيل المؤمنين عن الكنيسة، بل بدء مسيرتهم الفعّالة في حياة الكنيسة. وزاد الأب الأقدس أنّ إسهام المؤمنين العلمانيّين مختَبِرِي اللقاء الشخصيّ مع المسيح في التحضير لهذا السرّ مهمّ، لأنّ هؤلاء اختبروا الروح حقًّا.
حاملو شعلة الروح
في الختام، شرح البابا أنّ فعل «يذكّي» المستخدَم في قول القديس بولس لطيموتاوس: «أَذكِ هبة الله التي فيك بوضع يديَّ» يشير، في أصله اليوناني، إلى نفخ النار بغية إيقاد الشعلة. وطلب فرنسيس من الحاضرين، تحضيرًا لعام اليوبيل، التخلّص من رماد العادات والانعزال والصيرورة حاملين نار الروح على مثال حاملي الشعلة الأولمبيّة. وصلّى إلى الروح كي يساعد الحاضرين على فعل ذلك.
أكّد البابا فرنسيس أنّ الروح القدس يتابع في الزيجات، على الصعيد الروحي، فعل معجزة يسوع في عرس قانا، إذ يحوّل مياه الحياة الاعتياديّة إلى فرح جديد بالبقاء معًا.
أكّد البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان أنّ الإيمان يحرّرنا من رعب الاعتراف بأنّ كلّ شيء ينتهي مع هذه الحياة، وبأن لا خلاص من المعاناة والظلم السائدَيْن على الأرض.