بيروت, الأربعاء 30 أكتوبر، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار النبيّ باروك، تلميذ النبيّ إرميا، في تواريخ مختلفة منها 30 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. نبيّ تعرّض لاضطهادات كثيرة من أجل الربّ وحفظ شرائعه.
ولدَ باروك النبيّ في القرن السادس قبل الميلاد، ونشأ وسط عائلة شريفة. ارتبط اسمه بمعلّمه النبيّ إرميا العظيم، فكان له تلميذًا أمينًا وصديقًا مخلصًا كاتمًا أسراره وكاتبًا وحيه. أصل اسمه عبريّ ومعناه «مبارك». وقد حمل ثلاثة أشخاص هذا الاسم في الكتاب المقدس، كان أحدهم باروك كاتِب السفر المعروف باسمه والذي نتحدّث عنه هنا.
كان هذا النبيّ يساعد إرميا في وعظ اليهود، ويقرأ عليهم رسائله ويوبّخهم على عدم العمل بها. وبسبب شجاعته تلك اختبرَ كثيرًا من الاضطهادات. ومن أعمال باروك التي تستحق الذكر ذهابه إلى بابل حاملًا رسالة من النبيّ إرميا تنبئ بما كان سيحلّ بتلك المدينة العظيمة من القصاص الإلهيّ. وما إن عاد إرميا إلى أورشليم حتّى ألقي الحصار على المدينة، وسُجن كلاهما. ولما فتحت المدينة أُخرجا من السجن، وكان باروك ممّن أخِذوا إلى مصر (إر 43: 1-7).
كما دوَّنَ هذا النبيّ السفر المعروف باسمه، في بابل بعد السبي، أي لمّا استولى الكلدانيون على أورشليم وأحرقوها بالنار. وقد نُسِب السفر إليه، لأنّه كتب الإصحاحات الخمسة الأولى منه. أمّا الإصحاح السادس والأخير فكتبه إرميا لليهود الذين كان ملك بابل مزمعًا سوقهم في السبي إلى بابل. وأخيرًا، رقد باروك النبيّ بسلام بعدما أعطى مثالًا حيًّا في القوّة والشجاعة، وكذلك في الطاعة والأمانة لمعلّمه إرميا النبيّ.