حمص, السبت 23 أبريل، 2022
يَشهدُ عصرُنا عملاً مُميَّزا للرُّوحِ القدُّسِ مِن خلالِ الجماعاتِ المَسيحيَّةِ؛ فنَجدُهُ يُلهِمُ المَسيحيينَ لعيشِ مَسيحيَّتِهِم ضمنَ جماعاتٍ تَجمعُهم روابطُ الأخوَّةِ المسيحيَّةِ والرَّغبةُ في العَيشِ حسبَ روحِ الإنجيلِ لِتحقيقِ دعوتِهم ليَكونوا أبناءً لله. فيُؤكِّدُ الرُّوح عبر ذلك على أنَّ الكنيسةَ جسدٌ واحدٌ مِن خلالِ عملِهِ الدَّائِمِ فيها وعبر جماعاتها.
وبما أنَّ هذا العصر يتّصف بالتَّفرُّد، فالرُّوحُ يَشهدُ على وحدةِ كَنيستِهِ مِن خلالِ عملِهِ في جماعات مسيحيَّة يوحِّدُها بالمحبَّةِ ولِغايةِ المحبَّةِ، فتكونُ كلّ جماعة صورةً مُصغَّرةً عن حقيقةِ الكنيسةِ. وكما أنَّ الأسرةَ - المُعلِّمةَ الأولى لِحياةِ الإيمانِ - قد تضعضعَ أساسها قليلا في هذا العصرِ، يَعملُ الرُّوحُ في جماعات مُوحِّدًا إيَّاها ومُساعدًا أعضاءَها على مُتابعةِ نُموِّهِم واكتِشافِ دعوتِهم الخاصَّة.
فكلَّما عاشَت جماعةٌ ما ِموهبتِها ساعدَت آخرينَ لِيعرفوا ما يُناسبُهم فيحققوا نموّهم. وعظمة شهادةِ الجماعةِ أو الجماعات المَسيحيَّةِ تكمنُ في منحِ أفرادِها النُّموَّ في دعوتِهم الشَّخصيَّةِ التي فيها يُمجِّدُ المؤمن اللهَ تمجيدًا يتعاظَمُ عبرَ خِدمةِ القريب.