بيروت, الثلاثاء 29 أكتوبر، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس بلاسيوس أسقف سبسطية في تواريخ مختلفة، منها 29 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام.
أبصر بلاسيوس النور في مدينة سبسطية-الكبادوك. نشأ وسط أسرة شريفة وغنيّة. ومن ثمّ انتُخِبَ أسقفًا على تلك المدينة. فاشتهر بحكمته وطهارته وغيرته على خلاص النفوس وكذلك عطفه على المساكين. امتلك إلهامًا ومعرفة في الطبّ، فاستطاع معالجة المرضى ولا سيما الفقراء مجّانًا. وكان يداوي الخطأة بدعوتهم للتوبة والرجوع إلى الله، كما أسهم في ارتداد كثيرين من عبدة الأوثان إلى الإيمان المسيحيّ. وقد صنع الربّ يسوع من خلاله معجزات شتّى.
عشِقَ هذا القدّيس حياة السكون، فاختفى فجأة منطلقًا نحو الجبال وعاش في مغارة صغيرة في أحضان الطبيعة القاسية، حتّى إنّ الوحوش آنسته. وفي العام 315، عيِّن أغريكولاس حاكِمًا على الكبادوك وأرمينيا، وكان كالذئب لا عمل له سوى افتراس قطيع المسيح. فقبض على بلاسيوس، وحين وقف أمامه أمره بالسجود للأوثان، لكنّ القدّيس أجابه بكلّ جرأة: «أنا لا أقدّم السجود إلّا ليسوع المسيح ربّي». عندئذٍ، غَضِبَ الحاكم وأصدر أوامره بتعذيبه.
وُضِع بلاسيوس أوّلًا في سجن مظلم يحتضن عددًا من المرضى، فصلَّى وشفاهم بقوّة المسيح. وبعدها أخرجوه، وشدّوه إلى عمود ومزّقوا جسده بأمشاط من حديد. وفي تلك اللحظات، تقدّمت صوبه سبع نساء يلتقطنَ دمه تبرُّكًا، فقبضوا عليهنّ وطرحوهنّ في أتون النار، فنلنَ إكليل المجد. ومن ثمّ، طرحوا بلاسيوس في بحيرة، فأنقذه الربّ يسوع من الغرق. وأخيرًا، قطعوا رأسه فتوّج بإكليل النصر عام 316.