المريميّون يسلّمون لبنان المتألّم إلى ملك السلام وحمل الله

من القدّاس الاحتفاليّ في مزار حمل الله في دير القمر-الشوف، لبنان من القدّاس الاحتفاليّ في مزار حمل الله في دير القمر-الشوف، لبنان | مصدر الصورة: الرهبانيّة المارونيّة المريميّة

لبنان يتألّم من فصول الحرب المستمرّة... الكنيسة لا تتوقّف عن الصلاة... المؤمنون يتضرّعون إلى الربّ ويطلبون شفاعة قدّيسي بلد القدّيسين من أجل استعادة السلام. على الخطّ نفسه تنشر الرهبانيّة المارونيّة المريميّة عطر الرجاء في أرجاء البلد الغارق في مآسيه، مسلّمةً إيّاه إلى يسوع ملك السلام وحمل الله.

بين مزارَين وفي يومَين مختلفَين، توزّعت قلوب المؤمنين. بين كنيسة دير يسوع الملك في ذوق مصبح (كسروان، جبل لبنان) ومزار حمل الله في دير القمر (الشوف-جبل لبنان) توزّعت صلوات المريميين ومعها آمال اللبنانيين بنهاية كابوس الحرب.

من القدّاس الاحتفاليّ في دير يسوع الملك في ذوق مصبح، لبنان. مصدر الصورة: الرهبانيّة المارونيّة المريميّة
من القدّاس الاحتفاليّ في دير يسوع الملك في ذوق مصبح، لبنان. مصدر الصورة: الرهبانيّة المارونيّة المريميّة

في دير يسوع الملك، قال الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي إدمون رزق: «ليس بالهيّن أن نعيش في لبنان ونصمد على الرغم من جميع المآسي: الانهيار الاقتصادي من جهةٍ، صعوبة تلبية حاجات العائلة من جهةٍ أخرى، نزوح الإخوة اللبنانيّين من المناطق المدمّرة ومكوثهم في ديارنا، التفاوت الثقافي والمعيشي بيننا، الخوف من المجهول، عدم الاستقرار الأمنيّ أو السياسيّ… وكأنّنا في ساحة عملٍ متواصلٍ، نريد أن نصنع الخير ونعيشه، لكن لا يظهر أمامنا أيّ أفق راحة».

وأضاف: «إنّ المسيح الملك يطلب منّا المشاركة بالقليل، لنرث معه الكثير». وأردف: «سنصلّي "ليأتِ ملكوتك"، وسنفتح قلوبنا ونجعلها عرشًا له. سنتشارك الوليمة التي أعدّها لنا: جسدًا يغذّينا ودمًا خمرةً تروينا، وندعوه إلى بيتنا فلا يبقى غريبًا، وفي حبّنا لا نبقيه سجينًا».

وزاد رزق: «أصلّي كي يكون هو وحده الملك الذي تطلبون: ملكًا في بيوتكم وسيّدًا في مجتمعكم. لا تخافوا أن تكونوا له أبناءً ولا أن تشهدوا لحبّه وعنايته».

من القدّاس الاحتفاليّ في مزار حمل الله في دير القمر-الشوف، لبنان. مصدر الصورة: الرهبانيّة المارونيّة المريميّة
من القدّاس الاحتفاليّ في مزار حمل الله في دير القمر-الشوف، لبنان. مصدر الصورة: الرهبانيّة المارونيّة المريميّة

حمل الله

في الشوف، خطّ المريميّون نشاطًا آخر حمل أيضًا دفء مناجاة يسوع المسيح. فقد شهد مزار حمل الله في دير القمر قدّاسًا احتفاليًّا ترأسه رزق، وأزيح في ختامه الستار عن تمثال للمسيح حمل الله، نُحت في الصين. كما قدّمت مجموعة من تلامذة مدرسة مار عبدا-دير القمر مشهديّة سجود الشيوخ أمام عرش الحمل المستوحاة من سفر الرؤيا في الكتاب المقدس.

وقال رزق في المناسبة: «نتأمّل بالله الجبّار، الحمل المتواضع، الذي يقرّبنا إليه بالوداعة والصمت. يعلّمنا أنّ الانتصار ليس بالصراخ ولا بالأسلحة ولا بالتمرّد. يعلّمنا أنّ جميع الشرور والصعوبات تختفي في نور المحبّة».

وتابع: «إنّ الحملّ قد غلب من ساقَه إلى الذبح، لأنّه واجهه بالرحمة. هكذا ملكوت إلهنا القدير، يأتي ويملك في القلوب وينتصر بالحقّ والمحبّة والرحمة والعدالة. وإلهنا القدير هو الحمل، كلمة الله، ملك الملوك وربّ الأرباب الذي ينصرنا على الصعاب والحروب».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته