بيروت, الأحد 27 أكتوبر، 2024
العازف إيلي درغام، هو شاب لبناني كفيف. منذ طفولته، تميّز بإرادته الصلبة وروحه المرحة وعزفه الجميل على آلتَي الكمان والدربكة. على الرغم من جميع التحدّيات، تمكّن من شقّ طريقه في عالم الموسيقى، حافرًا بصمته. وقد شارك في حفلات عدّة مع كبار النجوم، وهو عازف الكمان في جوقة «السراج». يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ المفعم بالأمل والتفاؤل وتسلّق دروب المحال بقوّة المسيح.
ينطلق درغام: «حين أبصرتُ نور الحياة وُضِعتُ في الحاضنة المتخصّصة أو العناية المكثّفة، فكان جهاز التنفّس فيها قويًّا لدرجة أنّه أثّر سلبًا على عينَيّ، فأدّى ذلك إلى ضرب الشبكة تدريجيًّا. ومع الوقت اكتشف الأطباء أنّ مرض السرطان نهش عيني اليمنى. عندئذٍ، اضطرّوا إلى استئصالها كي لا ينتشر المرض في مختلف أنحاء جسدي».
ويُضيفُ: «لمّا بلغت الثالثة والنصف من عمري، فقدت نظري بالكامل. وبعدها دخلتُ إلى المدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ، في منطقة بعبدا-لبنان، وهناك درستُ وتعلّمتُ أمورًا عدّة، منها كيفيّة الانخراط في المجتمع، والاتّكال على نفسي. كما تلقّيتُ دروسًا في الموسيقى، وأتقنتُ مهنة صناعة القشّ، وأنا حاليًّا أعمل في هذين المجالين».