العازف إيلي درغام: أتَّكل على ربّي يسوع ليُنير طريقي

العازف إيلي درغام العازف إيلي درغام | مصدر الصورة: إيلي درغام

العازف إيلي درغام، هو شاب لبناني كفيف. منذ طفولته، تميّز بإرادته الصلبة وروحه المرحة وعزفه الجميل على آلتَي الكمان والدربكة. على الرغم من جميع التحدّيات، تمكّن من شقّ طريقه في عالم الموسيقى، حافرًا بصمته. وقد شارك في حفلات عدّة مع كبار النجوم، وهو عازف الكمان في جوقة «السراج». يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ المفعم بالأمل والتفاؤل وتسلّق دروب المحال بقوّة المسيح.

ينطلق درغام: «حين أبصرتُ نور الحياة وُضِعتُ في الحاضنة المتخصّصة أو العناية المكثّفة، فكان جهاز التنفّس فيها قويًّا لدرجة أنّه أثّر سلبًا على عينَيّ، فأدّى ذلك إلى ضرب الشبكة تدريجيًّا. ومع الوقت اكتشف الأطباء أنّ مرض السرطان نهش عيني اليمنى. عندئذٍ، اضطرّوا إلى استئصالها كي لا ينتشر المرض في مختلف أنحاء جسدي».

العازف إيلي درغام. مصدر الصورة: إيلي درغام
العازف إيلي درغام. مصدر الصورة: إيلي درغام

ويُضيفُ: «لمّا بلغت الثالثة والنصف من عمري، فقدت نظري بالكامل. وبعدها دخلتُ إلى المدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ، في منطقة بعبدا-لبنان، وهناك درستُ وتعلّمتُ أمورًا عدّة، منها كيفيّة الانخراط في المجتمع، والاتّكال على نفسي. كما تلقّيتُ دروسًا في الموسيقى، وأتقنتُ مهنة صناعة القشّ، وأنا حاليًّا أعمل في هذين المجالين».

«كُنْ معي»

يكشِفُ درغام: «عندما أتعرّض للصعوبات لا أخاف أبدًا ولا أصاب باليأس، بل أتضرّع إلى ربّي يسوع وأتَّكل عليه ليُنير طريقي، وبعدها أرسم إشارة الصليب وأقول له: «كُنْ معي». ويواصل حديثه: «أعطاني إلهي عائلتي التي تهتمّ بي، وكذلك أنعم عليّ بالأصدقاء الطيّبين، وهم يقفون إلى جانبي ويساعدونني في كلّ وقت أحتاج إليهم. وبتطوّر التكنولوجيا، أصبحت هناك أمور كثيرة تُسهّل حياة الشخص الكفيف، وتُوفِّرُ له إمكانيات التأقلم أكثر مع واقعه وفي المجتمع».

العازف إيلي درغام. مصدر الصورة: إيلي درغام
العازف إيلي درغام. مصدر الصورة: إيلي درغام

فعل شكر وصلاة

يُخبِرُ درغام: «عندما أرفع صلاتي، أتضرّع مباشرة إلى ربّي يسوع المسيح، وأحبّ العذراء مريم وأُصلِّي معها، كما أحبّ القدّيس شربل والقدّيسة لوسيا البتول الشهيدة شفيعة الأشخاص المكفوفين. عندما أصلِّي أسعى إلى التجرّد من أنانيتي، وأسأل الله أن يُمطر نِعمه ليس عليّ فحسب، بل أيضًا على عائلتي وأصدقائي وعلى كلّ إنسان وحيد متروك، وعلى كلّ مريض وفقير جائع وحزين متألّم. كما أطلب من يسوع المسيح أن يمنح كلّ عائلة محرومة من طفل نعمة الإنجاب».

ويختم درغام: «في كلّ صباح ومساء، أسبِّحُ ربّي وأرفع له باقة شكري. أشكره على كلّ ما أعطاني من لحظات مُتوَّجة بالخير والفرح والطمأنينة. أشكره على عطيّة الحياة. أشكره على نعمة المأكل والمشرب. أشكره على حضوره معي في عملي من خلال كلّ ما أصنعه. لولا وجوده في حياتي لكنتُ عاجزًا عن فعل أيّ شيء؛ فهو سرّ قوّتي، وله وحده أُسَلِّم ذاتي، وعليه أتَّكل في تدبير أموري».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته