بيروت, السبت 26 أكتوبر، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة، بتذكار القدّيس ديمتريوس في 26 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. قدّيس عبّر عن استعداده لسفك دمه في سبيل إيمانه الحقّ.
أبصر ديمتريوس النور في مدينة تسالونيكي، وترعرع وسط عائلة مسيحيّة فاضلة. حصّن ذاته بأسمى الفضائل الروحيّة، وحصد ثقافة عالية. ومن ثمّ دخل إلى الجنديّة على مثال أبيه، وأصبح قائدًا عسكريًّا مرموقًا، وبعدها تسلّم وظيفة القنصلية في المملكة الرومانيّة. وقد اشتهر بغيرته على الفقراء والبائسين، وجاهد في سبيل نشر كلمة الإنجيل، فأسهم في ارتداد عدد كبير من عبدة الأوثان إلى الإيمان بالمسيح.
بعدها، اندلعت شرارة اضطهاد المسيحيّين على يد الحاكم مكسيميانوس الذي جاء إلى تسالونيكي وألحق بهم مختلف أنواع العذاب بلا رحمة. كما قبض على زعيمهم ديمتريوس الذي تذوّق مرارة الألم حبًّا بالربّ يسوع، وبعدها وضعه في السجن. حينئذٍ، أدرك أنّ ساعته قد اقتربت ليتمجّد الربّ فيه، فراح يواظب على الصلاة بلا خوف، بل عبّر عن استعداده لسفك دمه في سبيل إيمانه الحقّ. وأعطى وصيته إلى خادمه الأمين لوبوس، ومفادها أن يهتمّ بتوزيع مقتنياته على الفقراء والمساكين.
بعدئذٍ، شاهد الملك مصارعة بين لوهاش الوثني، وهو أحد حُرَّاسه، والشاب نسطُر المسيحيّ؛ فانتصر الأخير على الحارس وصرعه. غَضِبَ الملك وظنّ أنّ صلاة ديمتريوس هي التي جعلت نسطُر يتغلَّب على خصمه. لذا، سَرَّعَ تنفيذ قرار إعدامه وأرسل جنوده إلى السجن حيث طعنوا هذا القدّيس بالحراب وقتلوه، ومن ثمّ ألحقوا به خادمه لحظة أتى ليبكيه ويجمع ذخائره. وبعدها انتقم الملك من الشاب نسطُر وقتله. وهكذا، نال الثلاثة إكليل الشهادة عام 303.