البابا فرنسيس يشجّع على إكرام قلب يسوع الأقدس في رسالة عامّة جديدة

البابا فرنسيس ولوحة قلب يسوع الأقدس للفنّان فرانشيسكو دي رودهن في بازيليك قلب يسوع-روما، إيطاليا البابا فرنسيس ولوحة قلب يسوع الأقدس للفنّان فرانشيسكو دي رودهن في بازيليك قلب يسوع-روما، إيطاليا | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا ووكالة الأنباء الكاثوليكيّة.

تحت عنوان «لقد أحبّنا»، أصدر البابا فرنسيس اليوم رسالة عامّة عن الحبّ البشريّ والإلهيّ لقلب يسوع المسيح. فيها استعاد الأب الأقدس محطّات عدّة من تاريخ الكنيسة كشفت أهمّية إكرام هذا القلب بغية التعمّق في محبّة يسوع.

هي الرسالة العامة الرابعة للحبر الأعظم بعد: نور الإيمان، وكُنْ مسبّحًا، وكلّنا إخوة. وتأتي في خضمّ احتفال الكنيسة بذكرى مرور 350 عامًا على ظهور قلب يسوع الأقدس للمرّة الأولى للقديسة مارغريت ماري ألاكوك المستمرّة حتّى 27 يونيو/حزيران 2025.

تستمدّ الرسالة عنوانها من آية القديس بولس في الرسالة إلى أهل روما 8: 37. وتنقسم إلى خمسة فصول: أهمّية القلب؛ وأفعال وكلمات محبّة؛ وهذا هو القلب الذي أحبّ جدًّا؛ والمحبّة التي تُعطي ما يُشرَب؛ والمحبّة بالمحبّة.

ويشرح فيها فرنسيس أنّ المجتمع المعاصر يشهد تمدُّد أشكال من التديّن لا ترتبط بإله محبّ. واعتبر أنّ كثيرًا ما تنسى المسيحيّة حنان الإيمان وسعادة الالتزام بالخدمة وحماس الرسالة. لذلك اقترَحَ التبحّر في محبّة يسوع الظاهرة في قلبه الأقدس، وذكّر بأنّ في هذا القلب نجد الإنجيل بأسره.

فسّر الأب الأقدس أنّنا بلقاء قلب يسوع نصبح قادرين على نسج روابط الأخوّة والتعرّف إلى كرامة كلّ شخص بشريّ والاهتمام ببيتنا المشترك. وأمام القلب الأقدس طلب البابا من الربّ الشفقة على الأرض الجريحة وإعطاءها كنوز نوره ومحبّته كي يستعيد العالم الغارق في الحروب والاهتزازات الاجتماعية-الاقتصادية والاستهلاكية وغيرها الأمر الأهم والأكثر ضرورة: القلب.

وتستعيد الرسالة أيضًا تعليم البابوات السابق عن الموضوع. كما تعود إلى الكتاب المقدّس وآباء الكنيسة والقدّيسين عن جرح قلب يسوع على الصليب. وطلب الحبر الأعظم من القرّاء الاعتراف بأنّ كلّ إنسانّ هو قلبه، وهذا ما يميّزه عن الآخرين ويضعه في شركة معهم.

وتابع البابا أنّ كلمات يسوع وأفعاله مع السامريّة ونيقوديموس والزانية والأعمى تُبيّن أنّه يقدّم انتباهه كلّه إلى اهتمام الأشخاص وقلقهم وآلامهم. وأوضح أنّ إكرام القلب الأقدس يفترض الجمع بين الاختبار الروحي الشخصي والالتزام الجماعي والرسولي.

وختم البابا فرنسيس الرسالة مصلّيًا إلى الربّ يسوع كي تجري من قلبه أنهار مياه حيّة لنا جميعًا، فتشفي الجراح التي نسبّبها لذواتنا وتقوّي قدرتنا على الحُبّ والخدمة وتدفعنا إلى تعلّم السير معًا باتّجاه عالم عادل ومتضامن وأخويّ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته