بيروت, الأربعاء 23 أكتوبر، 2024
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس إغناطيوس بطريرك القسطنطينيّة في 23 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. قدّيس كرّس ذاته بكلّيتها للربّ يسوع، وعاش حياته في الصلاة متحمّلًا بصبر جميل كلّ ما عرفه من اختبارات أليمة.
أبصر إغناطيوس النور في القسطنطينيّة، متحدّرًا من الأسرة المالكة التي ربّته على محبّة الربّ يسوع وعيش الفضيلة. وحين سمع نداء الربّ يصرخ في أعماقه، ترك كلّ شيء ودخل إلى أحد الأديار، ومن ثمّ رُسِمَ كاهنًا. ومع مرور الوقت حصد محبّة كلّ الرهبان وثقتهم واحترامهم، حتّى انتخبوه رئيسًا عليهم. فكان لهم مثالًا للأب الصالح المحبّ الذي حَرصَ على إتمام جميع واجباته بكلّ أمانة وغيرة وحكمة. ولمّا فاحَ عطر قداسته، عُيِّنَ بطريركًا على القسطنطينيّة عام 846.
بدأ البطريرك إغناطيوس يمارس غيرته القويّة على مجد الله وخلاص النفوس. وذات يوم، في عيد الظهور، وبينما كان يحتفل بالذبيحة الإلهيّة منع الأمير برداس قيصر، خال الملك ميخائيل الثالث، من التقدّم للمناولة لأنّه كان قد طلّق زوجته وسار في دروب الخطيئة. عندئذٍ، غضب برداس منه حتّى إنّه حرّض الملك عليه، فعزله عن كرسيه ونفاه. وبعدها عيّن مكانه فوتيوس المقرّب من القصر. أمّا إغناطيوس فأصبح مُبعدًا يتحمّل الإهانات والآلام متسلّحًا بنعمة الصبر.
وحين وصلت أخبار البطريرك إغناطيوس وما حصل معه إلى البابا نقولا الأوّل، غَضِبَ وأمر بإعادته إلى كرسيه، وبتنحّي فوتيوس عنه. ولكنّ الأخير رفض تنفيذ أمر البابا وقطع صلته به. عندئذٍ، بدأ إغناطيوس يعمل من أجل تهدئة الخواطر، وغرس أزاهير الأمن والسلام في نفوس الشعب. ويروى أنّ في أحد الأيّام، اجتمع إغناطيوس بفوتيوس في القصر الإمبراطوري، فركع كلُّ منهما على ركبتيه طالبًا المغفرة من الآخر. وبعدها أكمل إغناطيوس حياته في الصلاة والتأمّل مستسلمًا لمشيئة الربّ يسوع، إلى أن رقد بعطر القداسة عام 877.