الأب جان عقيقي: مواهبي ولحظاتي وذاتي بكلّيتها مكرَّسة ليسوع المسيح

الأب جان عقيقي الأب جان عقيقي | مصدر الصورة: الأب جان عقيقي

الأب جان عقيقي، هو راهب في جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة. تميّز بتخلّيه عن مجد العالم، مكرِّسًا صوته وحياته للصلاة والعبادة. فحين يُرنّمُ يخترق بحنجرته الجبّارة الأعماق بلا استئذان، ويحملك إلى موطن الصلاة والخشوع. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ المعزوف على أنغام ألحانه التي تحاكي الروح والوجدان.

ينطلق عقيقي: «دخلتُ عالم الغناء واستمررتُ فيه ثلاثة عشرة عامًا، وعُرِفْتُ حينها باسم "ساري البادية". ولكنَّني كنتُ أشعر دائمًا بنداء داخليّ يقول لي إنّ فرحي الحقيقيّ ليس في عالم الفنّ. فبدأتُ أصلّي لأكتشف موطن دعوتي».

ويضيف: «توجّهْتُ إلى مرشدي الروحيّ، وسألته: "بمَ يشعر الإنسان إذا أراد دخول الدير وتكريس ذاته لله"؟ فأجابني بسؤال: "بمَ يشعر المرء إذا رغب في الزواج"؟ قلتُ له: "يشعر بالانجذاب إلى امرأة بهدف بناء علاقة عاطفيّة معها". حينئذٍ أجابني: "هذا من أجل الزواج، أمّا أنت فتقرّب أكثر من الله وصلِّ على هذه النيّة حتّى تفهم سرّ دعوتك"».

الأب جان عقيقي. مصدر الصورة: الأب جان عقيقي
الأب جان عقيقي. مصدر الصورة: الأب جان عقيقي

ويكشِفُ: «صلّيْتُ عميقًا ومارستُ الصوم، وكذلك شاركتُ في رياضات روحيّة عدة. وبعدها اكتشفتُ سرّ دعوتي وهو أن أكون راهبًا. فأرشدني الكهنة إلى جمعيّة المرسَلين اللبنانيّين الموارنة ورسالتها نشر الإنجيل، البشرى بين الناس». ويردِفُ: «هناك حقول كثيرة يدعونا الله إليها، وأنا أيقنتُ أنّ الحقل الذي أريدُ أن أكون فيه لأبلغ فرح المسيح هو تكريس ذاتي بكلّيتها له».

الصلاة لقاء حيّ بالربّ يسوع

يتابع عقيقي: «ألمس حضور الله من خلال العلامات التي يُعطيها لكلّ إنسان مؤمن. هذه العلامات تتجسّد في أمور بسيطة، وتُشعرنا بأنّ الله موجود مع أبنائه ويستجيب لصلواتهم، وبخاصّة مع من يسعون على الدوام إلى بناء علاقة شخصيّة معه».

ويُخْبِرُ: «عندما كنْتُ مراهِقًا ابتعدتُ كثيرًا عن الربّ يسوع، لكنَّني رجِعتُ إليه بشفاعة العذراء مريم، فهي كانت تدلّني عليه قائلةً لي: "هذا ابني". وحين كنتُ أشعر بأنّ الله ديّان، كانت مريم تعلّمني أنّه إله الرحمة، وأنّه أيضًا أب وأخ وصديق. العذراء مريم مُلْهمتي وأمّي الروحيّة وصديقتي، هي من أستطيع أن أتّكئ على صدرها ملتمسًا شفاعتها».

الأب جان عقيقي. مصدر الصورة: الأب جان عقيقي
الأب جان عقيقي. مصدر الصورة: الأب جان عقيقي

شكرٌ للربّ

يُضيف عقيقي: «كلّ يوم بالنسبة إليّ هو هديّة من ربّنا. فكلّ صباح أشكره على عطاياه. كما تعلّمْتُ أن أقف أمام مرآة ذاتي وأسأل إلهي إذا كان راضيًا عن كلّ ما صنعته، وأطلب أيضًا رضاه عن كلّ ما سأفعله في يومي هذا، وأُسلِّمه إيّاه بكامله».

ويختم: «الترنيمة الأحبّ إلى قلبي من بين ترانيمي والتي كتبتها ولحَّنْتها هي: "جَذَبْتَني فامتلكْتني"؛ أحبُّها لأنَّني فيها أَعِدُ يسوع بأن أكرِّس مواهبي وطاقاتي وفُرصي ولحظاتي وكلّ عمري له».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته