بيروت, السبت 19 أكتوبر، 2024
الأب جان عقيقي، هو راهب في جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة. تميّز بتخلّيه عن مجد العالم، مكرِّسًا صوته وحياته للصلاة والعبادة. فحين يُرنّمُ يخترق بحنجرته الجبّارة الأعماق بلا استئذان، ويحملك إلى موطن الصلاة والخشوع. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ المعزوف على أنغام ألحانه التي تحاكي الروح والوجدان.
ينطلق عقيقي: «دخلتُ عالم الغناء واستمررتُ فيه ثلاثة عشرة عامًا، وعُرِفْتُ حينها باسم "ساري البادية". ولكنَّني كنتُ أشعر دائمًا بنداء داخليّ يقول لي إنّ فرحي الحقيقيّ ليس في عالم الفنّ. فبدأتُ أصلّي لأكتشف موطن دعوتي».
ويضيف: «توجّهْتُ إلى مرشدي الروحيّ، وسألته: "بمَ يشعر الإنسان إذا أراد دخول الدير وتكريس ذاته لله"؟ فأجابني بسؤال: "بمَ يشعر المرء إذا رغب في الزواج"؟ قلتُ له: "يشعر بالانجذاب إلى امرأة بهدف بناء علاقة عاطفيّة معها". حينئذٍ أجابني: "هذا من أجل الزواج، أمّا أنت فتقرّب أكثر من الله وصلِّ على هذه النيّة حتّى تفهم سرّ دعوتك"».