قدّيس مشرقيّ دوّن كتبًا ثمينة وأنشأ مدرسة لشرح الأسفار

القدّيس الشهيد لوكيانس القدّيس الشهيد لوكيانس | مصدر الصورة: Santodelgiorno.it/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس الشهيد لوكيانس كاهن أنطاكيا في 15 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. قدّيس سُفك دمه حبًّا بالربّ يسوع.

أبصر لوكيانس النور عام 240 في سوريا. ولمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره مات والداه، فوزّع كلّ ما يملكه على الفقراء والمساكين. ومن ثمّ تتلمذ على يد رجل اسمه كربوس، كان بارعًا في شرح الكتب المقدّسة.

وبعدها انكَبَّ لوكيانس على الصلاة وقراءة الكتاب المقدّس وممارسة التقشُّف. كما توجّه إلى أنطاكيا وأنشأ فيها مدرسة تهتمّ بشرح الأسفار المقدّسة. وقد حصدت مدرسته شهرة واسعة في العلوم اللاهوتيّة، واعتُبرت فخرًا للكنيسة. وتَخَرَّجَ فيها طلابٌ سطعتْ أسماؤهم، من بينهم القدّيس يوحنا فم الذهب الذي خصّ لوكيانس بخطاب بليغ، تجلّت فيه عبارات المديح وما تميّز به هذا القدّيس العظيم.

كانت نيران اضطهاد المسيحيّين مشتعلة في أيّام لوكيانس، فألقى الملك مكسيميانوس القبض عليه وبدأ يتحدّث إليه بلطف محاولًا إقناعه بالتخلّي عن إيمانه، وبأنّه سيمنحه مراتب سامية إن أنكر محبّته للربّ يسوع. لكنّ لوكيانس أجابه بكلّ جرأة: «أنا مسيحيّ ولا شيء يفصلني عن محبّة المسيح». عندئذٍ عرف مرارة الألم، فوضعوه في السجن حيث راح يحضّ جميع المؤمنين الذين كانوا معه على الثبات في محبّة المسيح والدفاع بكلّ شجاعة عن إيمانهم القويم. وأخيرًا، سُفك دمه حبًّا بالربّ يسوع عام 312.

وقد دوّن هذا القدّيس كتبًا ثمينة، ولكن لم يبقَ منها سوى رسالة وجّهها من السجن إلى مسيحيي أنطاكيا وقانون الإيمان الذي استشهد ببعض فقراته القدّيس يوحنا مارون في رسالته إلى أبنائه في لبنان.

لِنُصَلِّ مع هذا القدّيس الشهيد، كي نتعلّم على مثاله كيف نحيا شجاعة الدفاع عن إيماننا الحقّ ونثبت في محبّة المسيح حتّى الرمق الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته