بكركي, الأحد 13 أكتوبر، 2024
تتّسع رقعة التصعيد العسكريّ في لبنان لتبلغ مناطق لم تكن واقعة ضمن نطاق الاستهداف وتحديدًا في محافظتَي جبل لبنان والشمال. مشهد يقابله احتدام المعارك بين حزب الله وإسرائيل في قرى الحدود الجنوبيّة، واشتداد وتيرة الغارات على البقاع مقابل تراجعها في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
على وقع غياب أيّ أفق منظور للحلّ الدبلوماسيّ مقابل استمرار دوّامة العنف، تصل المساعدات الإنسانيّة الخارجيّة إلى البلاد الغارقة في أزمة نزوح غير مسبوقة. أمّا حلول السماء فتبقى الملاذ الأخير لقلوبٍ تتمسّك بالرجاء وأفواه لا تفارقها الصلوات.
في غمرة هذه المشهديات المتكررة التي يعيشها لبنان منذ قرابة ثلاثة أسابيع، تواصل البطريركيّة المارونيّة دعوتها إلى وقف النار فورًا واستعادة السلام. لن تتعب بكركي من تكرار هذا الطلب، لن «نتعب نحن المسيحيين من طلب السلام» على ما أكّد الكاردينال بشارة بطرس الراعي في خلال قدّاس احتضنه الصرح البطريركي (بكركي) اليوم، مستعينًا بكلمات البابا فرنسيس.
وأضاف البطريرك المارونيّ: «وجّه قداسة البابا فرنسيس بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأوّل الجاري رسالة إلى المسيحيّين في الشرق الأوسط قال فيها: "أُفكِّر فيكم وأُصلِّي من أجلكم. قبل سنة اشتعلت شرارة الكراهية، ولم تنطفئ بل تفجَّرت في دوامة من العنف، وسط العجز المخزي في الأسرة الدوليَّة والدول الكبرى عن إسكات الأسلحة ووضع حدٍّ لمأساة الحرب. الدماء تسيل، والدموع أيضًا. الغضب يتزايد، ومعه الرغبة في الانتقام، ويبدو أنَّ أحدًا لا يهتمُّ بما يريده الناس: الحوار، والسلام"».