لبنانيّو الاغتراب يواكِبون وطنهم المتألِّم بالصلاة والمساعدات

شحنة مساعدات تصل إلى مطار بيروت الدوليّ على مسافةٍ قليلة من الغارات شحنة مساعدات تصل إلى مطار بيروت الدوليّ على مسافةٍ قليلة من الغارات | مصدر الصورة: وزارة الصحّة اللبنانيّة

على رجاء انجلاء كابوس الحرب يعيش اللبنانيون المغتربون في أصقاع العالم. قلوبهم تنبض للوطن الأمّ، وبالهم مع أهلهم الباقين في لبنان وسط تصعيد عسكريّ غير مسبوق منذ العام 2006. هؤلاء، يواصلون الصلاة على نيّة عودة السلام إلى ربوع بلدهم، ويمدّون ذويهم بمقوّمات الصمود.

لا تتوقف الصلوات وساعات السجود في أبرشيات عدّة تجمع الجاليات اللبنانية حول العالم أبرزها في أستراليا وكندا والبرازيل حيث الحضور اللبناني البارز والمعتبَر. أمّا في أوروبا، فيواكب المغتربون في دول عدّة أوضاع بلدهم بالصلاة وبالمساعدات العينيّة. ومن بين هؤلاء الجالية اللبنانية الكبيرة في البرتغال، والتي لن تصلّي وحيدةً بعد غد من أجل وطنها وأهله. فإليها ينضمّ يوم الأحد الزائر الرسولي على الموارنة في أوروبا وراعي أبرشية سيدة لبنان للموارنة في باريس سابقًا المطران مارون ناصر الجميّل. زيارة سيتفقّد في خلالها أبناء الجالية اللبنانية ويحتفل معهم بالذبيحة الإلهية في العاصمة لشبونة وتحديدًا في كنيسة سانتا كاتارينا. وفي عمق الصلاة والعظة حتمًا لن يغيب لبنان عن الشفاه والصلوات والتضرّعات.

وذكر المكتب الإعلامي للزيارات الرسولية في أوروبا أنّ «زيارة المطران الجميّل برشلونة تحمل أهمّية خاصة، إذ ستسمح للمؤمنين المقيمين في البرتغال بإعادة التواصل مع تراثهم الليتورجي والروحي. كما تؤكد اهتمام الجميّل العميق بالشتات الماروني وجميع المسيحيين الشرقيين، مع التشديد على الحضور المستمر للكنيسة المارونية في أوروبا».

شحنة مساعدات من الجالية اللبنانيّة في فرنسا والجمعيّات اللبنانيّة-الفرنسيّة وصلت إلى بيروت أمس. مصدر الصورة: وزارة الصحّة اللبنانيّة
شحنة مساعدات من الجالية اللبنانيّة في فرنسا والجمعيّات اللبنانيّة-الفرنسيّة وصلت إلى بيروت أمس. مصدر الصورة: وزارة الصحّة اللبنانيّة

شحنات مساعدات

يخشى المغتربون اللبنانيون سيناريو وقوع الحصار الكلّي وانقطاع سُبُل التحرّك وإيصال المعونات، لذا يستبقون الأمور بتنظيم حملات مساعدات سواء بمبادرات فردية أم عبر السفارات والقنصليات اللبنانية المنتشرة في مختلف بلدان حضورهم.

فقد وصلت أمس إلى لبنان شحنة أولى من الأدوية والمستلزمات الطبية جمعتها السفارة اللبنانية في باريس. وهذه المساعدات هي ثمرة نشاط أبناء الجالية اللبنانية في فرنسا والجمعيّات اللبنانية-الفرنسية، الذين استجابوا لنداء وزارة الصحة العامة بالتعاون مع طيران الشرق الأوسط (الطيران اللبنانيّ) الوحيد الذي ما زال يسيّر رحلات من مطار بيروت الدوليّ وإليه، والقادر حتّى تاريخه على نقل شحنات المساعدات إلى الداخل اللبناني.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أكّدت أخيرًا أنّها «ستوافي الجميع بشكل دوري بتحركات البعثات اللبنانية في الخارج وجهودها الهادفة إلى وضع حد للحرب الإسرائيلية وتأمين المساعدات الطبية والإغاثية للشعب اللبناني».

وأشارت في بيان إلى عددٍ من المبادرات التي يضطلع بها سفراء لبنان وقناصله بالتعاون مع رجال الأعمال والجاليات لتوفير المساعدة من أجل شراء مستلزمات طبية وأدوية بغية سدّ النقص الحاصل في القطاع الصحي. وأبرز هذه المبادرات مثالًا لا حصرًا في البرازيل والولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربيّة المتحدة وفرنسا وإيطاليا.

يُذكَر أيضًا أنّ مجلس الأساقفة الإيطالي خصّص اليوم دعمًا مادّيًّا للبنان بقيمة مليون يورو، تلبيةً لاحتياجات سكّان البلاد في ظلّ المحنة التي يعيشونها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته