البابا فرنسيس: الروح القدس ضمانة وحدة الكنيسة ومسكونيّتها

البابا فرنسيس يتابع صباح اليوم سلسلة تعاليمه الأسبوعيّة ضمن مقابلة عامّة في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس يتابع صباح اليوم سلسلة تعاليمه الأسبوعيّة ضمن مقابلة عامّة في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أعلن البابا فرنسيس أنّ وحدة الكنيسة تكون بين الأشخاص، ولا تتحقّق ضمن جلسات بل عبر الحياة. وقال إنّنا جميعًا نريد الوحدة ونرغب بها من صميم قلوبنا لكنّ الحصول عليها صعب، حتّى ضمن الزواج والعائلات.

تابع الأب الأقدس صباح اليوم سلسلة تعاليمه عن «الروح والعروس. الروح القدس يقود شعب الله للقاء رجائنا، يسوع» ضمن المقابلة العامّة الأسبوعيّة في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. فتوقّف على موضوع: «ملأ الروح القدس جميعهم. الروح القدس في سفر أعمال الرسل».

كيف تتحقّق الوحدة في الكنيسة؟

ذكر فرنسيس أنّ الوحدة في الكنيسة لا تحصل بالتمركز حول وجهة نظر شخص معيّن. فالوحدة التي حصلت في العنصرة كان الله فيها وسط الجماعة لا الأفراد. وشرح أنّ وحدة المسيحيّين لا تتمّ عبر مجيء الآخرين إلى حيث نحن بل بالسير معًا نحو المسيح. 

وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ قصّة حلول الروح القدس في العنصرة تُظهر الروح ضمانة مسكونيّة الكنيسة ووحدتها. والنتيجة المباشرة للامتلاء من الروح كانت أنّ الرسل «أخذوا يتكلّمون بلغاتٍ غير لغتهم» وخرجوا من العلّية يُبشّرون الجمع بيسوع المسيح.

الرسالة الجامعة

شرح فرنسيس أنّ الروح القدس يعمل من أجل الوحدة ويبدو ذلك في سفر أعمال الرسل عبر دفع الروح للكنيسة إلى العالم الخارجي لاستقبال عدد أكبر من الأشخاص والشعوب، وجمعها داخليًّا لتوطيد الوحدة فيها.

وفسّر الأب الأقدس أنّ نصّ اهتداء قرنيليوس في أعمال الرسل الفصل 10 يُظهر أنّ الروح القدس يدفع الكنيسة إلى المسكونيّة وإسقاط الحواجز بين اليهود والوثنيّين. وتابع أنّ الانتشار العابر للإثنيات رافقه انتشار جغرافيّ. ففي سفر الأعمال (16: 6-10) منع الروح بولس الرسول من التبشير في آسيا الصغرى وأمره بالذهاب إلى مقدونيا، وبذلك دخل الإنجيل إلى أوروبا.

مَن سبب الوحدة في الكنيسة؟

رأى البابا فرنسيس أنّ الروح القدس سبب الوحدة في الكنيسة وهو ما يَظهَر في مجمع أورشليم (أعمال الرسل 15). وأشار إلى أنّ الروح القدس لا يصنع الوحدة دائمًا بشكلٍ مفاجئ كما في حالة العنصرة بل بطريقة سرّية محترِمًا الأزمنة البشريّة واختلافاتها؛ فهو يمرّ عبر أشخاص ومؤسسات وصلاة، بطريقة سينودسيّة، إن استخدمنا تعبيرًا معاصرًا على حدّ تعبير البابا.

واقتبس الأب الأقدس من القديس أغسطينوس شرحه أنّ الروح القدس هو لجسد المسيح، أي الكنيسة، كالنفس للجسد البشريّ. ورأى أنّ الروح لا يصنع وحدة الكنيسة من خارجها، ولا يأمرنا ببساطة بأن نكون متّحدين بل هو في حدّ ذاته «رابط الوحدة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته