حلب, الأربعاء 20 أبريل، 2022
كلمة باعوث في اللغة العربية من بَعَثَ وتعني قام أي القيامة ونحن عندما نقول اثنين الباعوث نعني اثنين القيامة وهو موافق ليوم الاثنين الذي يلي أحد القيامة أو أحد الفصح مباشرة، إنه يوم اطلاق البشارة وهي مقترنة بنعمة التبشير وتستند إلى قراءة إنجيل يوحنا (20: 19- 31) المتعلقة بظهور المسيح لتلاميذه في يوم القيامة وإرساله لهم في الأرض كلها ونفخ الروح القدس فيهم.
ففي مثل هذا اليوم المبارك، نتذكر طلاقة ألسن التلاميذ في عملية الكرازة بقيامة يسوع المسيح وهي فرصة مناسبة لتحصين ألسنتنا نحن من الخطيئة والإثم، فاللسان سلاح حاد يحيي أو ينهي، وإيماننا المسيحي مبني على هذا اللسان الذي يجب أن يجاهر بالمسيح في كل لحظة وأن يشهد للقيامة وأن يصلي بخشوع ومحبة. إذًا، انتشار بشرى القيامة تعتبر ميزة هذا اليوم، فالمسيح قام وها هو خبر قيامته يرفرف فوق العالم بإيمان ناثراً نعماً خلاصية لامحدودة.
ويوم “الباعوث” يرمز إلى انتصار إرادة الحياة على الموت، والفرح والكرامة على القهر والألم بالروح القدس المنبعث فينا والذي يجسد نشر المحبة والسلام في كل أنحاء العالم. فكما قام السيد المسيح من الآلام والظلمات إلى المسرات والنور يقوم الشعب خاصة السوري اليوم من محنته والملمات التي أصابته طيلة السنوات العشر الماضية.
لذلك يحتفل صباح يوم اثنين الباعوث أساقفة الطوائف المسيحية بالذبيحة الإلهية في ساحات كنائس المقابر، ويتجاوز عدد الحضور الثلاثمائة شخص في كل مقبرة، وتتخلل العظات الصلاة على نية الموتى المؤمنين وذكر الآباء والأمهات والشباب والشابات والأطفال والشهداء الذين انتقلوا من هذه الحياة للحياة الأبدية وقدموا المثال الصالح في التربية والأخلاق لأولادهم ومحبيهم وتقدم الذبيحة الإلهية على نيتهم جميعاً وبخاصة موتى السنة الحالية طالبين من الله تعالى أن يعطيهم المكافأة في السماء بين الأبرار والقديسين.