بيروت, الأحد 6 أكتوبر، 2024
سُحب دخان أسود، نيران مشتعلة، شرارات تضيء السماء وتنتشر في الأرجاء، دويّ أصوات وتفجيرات متتالية... واحدة من أعنف الليالي عاشتها العاصمة اللبنانيّة بيروت وتحديدًا ضاحيتها الجنوبيّة أمس. غارات كثيفة في إطار التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل استهدفت عمق المنطقة التي نزح معظم سكّانها، وزرعت الخوف والقلق في نفوس أهالي المدن والبلدات المجاورة.
واقع ميداني متفاقم يضع الدولة اللبنانية أمام مسؤولياتها لا السياسية فحسب بل الإنسانيّة أيضًا في ظل موجة النزوح الكثيفة من المناطق الواقعة في دائرة القصف. وإلى جانب الدولة، لا تصمت الكنيسة ومؤسساتها: دبلوماسيًّا من خلال المطالبة بوقف إطلاق النار واستعادة السلام، وإنسانيًّا بتقديم الإغاثة للمنكوبين، وروحيًّا بمواصلة الصلاة وساعات السجود.
غداة الليلة التي وصفها كثيرون بأنّها الأعنف منذ بدء التصعيد العسكريّ في لبنان، أطلّ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي اليوم ليجدّد موقفه من هذه الحرب وتبعاتها. وقال: «اليوم، مطلوب من المسؤولين السياسيّين عندنا، على اختلاف مواقعهم، تناسي نقاط الخلاف والتلاقي بروح المسؤوليّة التاريخيّة والعمل بجدّية على انتخاب رئيس للجمهوريّة يحظى بالثقة الداخليّة والخارجيّة».