بيروت, السبت 5 أكتوبر، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس بولس البسيط في 5 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. هو الذي تتلمذ على يد القدّيس أنطونيوس الكبير، أدهش الجميع بصبره وطاعته في تحمّل التجارب على الرغم شيخوخته.
أبصر بولس النور في النصف الأوّل من القرن الثالث، في صعيد مصر. عُرِف بنقاء سريرته وجهله القراءة، وكان فلاحًا بسيطًا، مُحبًّا لله والتقوى. وفي أحد الأيّام اكتشف خيانة زوجته له، فتركها وشأنها، وسار في طريقه صوب البرّية حتى بلغ صومعة القدّيس أنطونيوس الكبير، أبي الرهبان. هناك أحسّ بأنّ العناية الإلهيّة هي التي قادته إلى كوكب البرّية ليستضيء بنور تعاليمه. ولمّا وقع نظر القدّيس أنطونيوس عليه، وعَلِمَ أنّه قد بلغ الستين من عمره، نصحه بالعودة إلى حقله ومحراثه، إذ سيصعب عليه أن يبدأ الحياة الرهبانيّة في هذا العمر. وطلب منه أن يذهب إلى أحد الأديار في الوادي ليسلك مع الإخوة بما يناسب شيخوخته.
أصرّ بولس ذارِفًا الدموع ومتوسّلًا القدّيس أنطونيوس أن يسمح له بالبقاء معه، لكنّه لم يقبل به إلّا بعدما تحقّق من دعوته بعيش الحياة النسكيّة. فاختبره من خلال مجموعة من التجارب القاسية، وكان يتعجّب من قدرة بولس على التحمّل، وكذلك من صبره وطاعته على الرغم من شيخوخته.
هكذا تتلمذ بولس على يد القدّيس أنطونيوس الكبير، وظلّ محصّنًا بمحبّة الربّ يسوع، ومثابرًا على الصلاة والتأمّل وممارسة الزهد والتقشّف، حتّى أصبح أهلًا للانفراد بصومعة. وقد أعطاه الربّ نعمة صنع الآيات المقدّسة. وأخيرًا انتقل هذا القدّيس إلى معانقة فرح الحياة الأبديّة في القرن الرابع.