لمَ لا تكون المناولة دائمًا تحت شكلَي الخبز والخمر؟

لطالما تبنّت الكنائس الشرقيّة المناولة تحت الشكلَين لطالما تبنّت الكنائس الشرقيّة المناولة تحت الشكلَين | مصدر الصورة: Mariusz Szczygiel/Shutterstock

تعلّمنا الكنيسة أنّ التقادم كانت خبزًا وخمرًا قبل تكريسهما، لتحوّلها الاستحالة الجوهريّة في أثناء القدّاس إلى جسد المسيح ربّنا ودمه، وتدعوهما الكنيسة بـ«القربان المقدّس». فهل ثمّة خطيئة في اقتصار مناولتنا أحيانًا على خبز القربان من دون الخمر؟

يشرح الأب بول ربّان الكاهن الكلدانيّ المتقاعد في السويد أنّ القربان المقدّس هو جسد المسيح المُمَجَّد، وكلّ جزءٍ من جسد المسيح هو المسيح كلُّه. وفصّل: «من تناول خبزَ الربّ فقد تناول المسيح كلَّه، ومن تناول كأسَه أيضًا فقد تناول المسيحَ كلَّه. ومن تناول كِليهما فقد تناول المسيح نفسه بكلّيته».

وتابع ربّان: «أساس المناولة هو الاتّحاد بالمسيح، ومن خلاله بالآب، ليصير المؤمنون جميعًا بتناولهم جسد الربّ متّحدين بعضهم ببعضٍ، مشكّلين جسد المسيح السرّيّ الواحد، أي الكنيسة، والمسيح رأسها وهم أعضاء جسده، كما يشرح الرسول بولس في رسائل عدّة».

لطالما تبنّت الكنائس الشرقيّة المناولة تحت الشكلَين، مقابل مناولة الخبز فقط لدى الكنيسة اللاتينيّة. ويشير ربّان إلى أنّ الاضطهاد الذي عاشته الكنيسة في الغرب منذ نشأتها، حين كانت تحتفل بطقوسها في الدياميس، دعا قادتها، وبإلهامٍ من الروح القدس، إلى الاكتفاء بالمناولة تحت شكل الخبز وحده، لسهولة توفيره وتوزيعه بعد تكريسه، مقابل صعوبة توزيع الخمر المكرَّس، خصوصًا أنّ الأمر موافق للإيمان القويم ولا يعارضُ مشيئة المسيح.

وتؤكّد الكنيسة الكاثوليكيّة في تعليمها حضور المسيح السرِّي في كلا الشكلَين، «فالتناول تحت شكل الخبز فقط يتيح الإفادة من جميع ثمار نعمة الإفخارستيا». وتشير إلى الأسباب الرعائيّة التي رسّخت هذه الطريقة في المناولة شرعيًّا في الطقس اللاتيني.

لكنّها تشدّد أيضًا على أنّ المناولة المقدّسة وفق الطريقة المتّبعة في الطقوس الشرقيّة تحت الشكلَين «تحقّق، بطريقةٍ أكمل، وجهها الرمزيّ» إذ يُظهر رمز المائدة الإفخارستية بطريقة أكمل.

وشرح ربّان حاجة المناولة تحت الشكلين لكؤوسٍ تضمّ الخبز والخمر معًا، فيغمس الكاهن الخبز ثم يناوله. أو يحمل أحد الشمامسة الكأس ليغمس فيها المتناولون الجسد بالدم. مع الانتباه لعدم شرب الجميع من كأس واحدة بسبب المحاذير الصحّية، إذ لا يريد الربّ أن يتحوَّل سرّ الحياة إلى سبب موت.

وختم ربّان: «تنظيم المناولة يرجع إلى الأساقفة، وكلٌّ يرى بحكمته ما يناسب أبرشيّته بحسب الظروف والمناسبات، لتجنّب البلبلة بين أبناء رعيّته وسائر المؤمنين».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته